قائمة الموقع

روسيا الخامسة عالميا بكورونا وانخفاض معدل الوفيات يثير أسئلة

2020-05-08T01:21:00+03:00
صورة "أرشيفية"
موسكو- الرسالة نت

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل عرضه تقديم أجهزة تنفس صناعي؛ للمساعدة في مكافحة فيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أن روسيا تمر بوقت عصيب بسبب المرض.

وطبقا للبيت الأبيض، فإن ترامب وبوتين تحادثا هاتفيا، الخميس، وبحثا قضية كورونا، إضافة إلى الحد من التسلح.

وارتفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا في روسيا إلى 177160، الخميس، بعد زيادة يومية قياسية، ما يعني احتلالها المرتبة الخامسة عالميا من حيث عدد المصابين بالفيروس، متجاوزة بذلك ألمانيا وفرنسا.

وقالت قوة العمل المكلفة بمكافحة كورونا في روسيا إن عدد الحالات الجديدة ازداد بـ11231 حالة في الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وسجلت العاصمة موسكو، بؤرة تفشي الفيروس في روسيا، أكثر من نصف عدد الإصابات والوفيات الكلي، وأعلنت، الخميس، رصد 6703 إصابات جديدة الليلة للماضية.

وأضافت قوة العمل أن عدد الوفيات، الذي لا يزال أقل بكثير من بلدان عدة، ازداد إلى 1625 بعد وفاة 88 الليلة الماضية.

وكان رئيس بلدية موسكو سيرجي سوبيانين قال، الأربعاء، إن عدد الحالات المؤكدة يرتفع في العاصمة؛ لأن السلطات زادت بشدة عمليات الفحص، مضيفا أن الوضع استقر نوعا ما.

وتقول روسيا إنها أجرت ما يربو على 4.8 مليون فحص لكورونا.

وساند الرئيس فلاديمير بوتين، الأربعاء، خطة وضعها سوبيانين للبدء تدريجيا في رفع بعض القيود بعد 12 أيار/ مايو، ما يتيح لمنشآت صناعية معينة استئناف العمل.

وهذا هو الأسبوع السادس الذي تخضع فيه موسكو وغيرها من المناطق الروسية لإجراءات عزل عام.

انخفاض معدل الوفيات يثير أسئلة

ولم تسجل روسيا سوى عدد قليل من الوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد، على الرغم من ارتفاع عدد الإصابات، وتعزو السلطات ذلك لقيامها باتخاذ تدابير مبكرة، وإجراء فحوصات واسعة، فيما يُرجع آخرون ذلك إلى طرق العد الغامضة.

وأصبحت روسيا في المرتبة الخامسة عالميا، الخميس، من حيث عدد الإصابات، مع حصيلة إجمالية للإصابات في البلاد بلغت 177160، ضافة إلى 1625 وفاة، أي بنسبة 0,9 بالمئة فقط، وهي بذلك الأقل بين الدول العشر الأكثر تضررا من الوباء.

وبالمقارنة، فإن ألمانيا، التي تتمتع بنظام صحي ذاع صيته بسبب استجابته الفعالة للأزمة، تسجل معدل وفيات بنسبة 4,2 بالمئة.

وبررت وزارة الصحة وهيئة حماية المستهلك الروسية "روس بوتريب نادزور" هذه النتائج بسرعة استجابة روسيا للوباء.

وأشار بيان للهيئة بوجه خاص إلى أن "روسيا تحتل المرتبة الثانية في العالم في عدد الفحوصات التي أجرتها مع أكثر من 4,46 مليون اختبار".

وترى الهيئة أن ذلك "جعل من الممكن اكتشاف وعزل المرضى الذين يعانون من أشكال معتدلة، والمصابين الذين لم تظهر عليهم الأعراض في الوقت المناسب، ما يقلل بشكل كبير من انتشار الفيروس بين السكان وبعض الفئات المعرضة للخطر".

اختبارات واسعة

وإذ تحوم الشكوك حول مصداقيتها، فإن الاختبارات متاحة للجميع، عبر المختبرات الخاصة. منذ نهاية شهر نيسان/ أبريل، عرضت عملاقة التقنيات الجديدة ياندكس إجراءها مجانا في المنزل.

وبذلك، فإن إجراء المزيد من الاختبارات يكشف عن المزيد من المرضى، وبالتالي يخفض تلقائيا من نسبة الوفيات.

وحسب ممثل عن هيئة حماية المستهلك، فضل عدم ذكر اسمه، أن انخفاض معدل الإصابة لدى الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة هو مؤشر آخر للنجاح الروسي؛ لأن المسنين كانوا معزولين في منازلهم منذ بداية النصف الثاني من شهر آذار/ مارس، خاصة في موسكو، بؤرة الوباء في البلاد.

وأوضح المتخصص في الأمراض المعدية ومستشار وزارة الصحة إيفغيني تيماكوف: "لقد بذلت روسيا قصارى جهدها لتأخير ظهور الوباء، لقد أغلقنا الحدود، وبدأنا في متابعة الأشخاص المصابين على الفور".

وسمحت هذه الأسابيع القليلة لروسيا بالاستعداد، لا سيما من خلال "عزل الأشخاص المعرضين للخطر، وتنظيم الأمكنة في المستشفيات".

وقدر أن معدل الوفيات عند نهاية الوباء سيكون حوالي 3 بالمئة، أي "أقل بثلاث مرات من أوروبا".

غموض في عملية العد

ومع ذلك، فإن الغموض الذي يكتنف نظام العد يثير الشكوك. وتروي العديد من الشهادات المنشورة في الصحافة الروسية قصصا لوفيات صُنفت على أنها "التهاب رئوي"، رغم أن نتائج اختبارات الإصابة بفيروس كورونا المستجد كانت إيجابية.

وينسحب ذلك على حالة أناستازيا بيتروفا، وهي صحفية (36 عاما) توفيت في 31 آذار/ مارس بسبب "ذات الرئة المزدوجة"، حتى كشفت إحدى صديقاتها أن الاختبار بالفيروس كان إيجابيا، ما أجبر السلطات على مراجعة سبب الوفاة.

ويدل إعلان أول حالة وفاة بسبب الوباء في روسيا على ذلك، إذ تمت مراجعة إعلان سبب وفاة امرأة (79 عاما) في صباح يوم 19 آذار/ مارس، بعدما قالت السلطات إنه "جلطة دموية" لا الفيروس.

وأشار نائب مدير المختبر الدولي لبحوث السكان والصحة، سيرجي تيمونين، إلى أنه "إذا مات شخص مصاب بكوفيد-19 بنوبة قلبية، فإن السبب الرسمي للوفاة سيكون النوبة القلبية".

ونقلت عنها وكالة فرانس برس قولها: "بكلمات أخرى، لن يتم إدراج جميع حالات وفاة حاملي الفيروس في قائمة الوفيات الناجمة عن الفيروس".

وفي النهاية، سيكون من الضروري انتظار نشر الإحصاءات السكانية؛ لمعرفة ما إذا كان هناك زيادة كبيرة في معدل الوفيات.

وتوقع الخبير أنه "لن يكون ذلك قبل نهاية شهر أيار/ مايو، عندما تصلنا إحصاءات شهر أيار/ مايو، عندها سنرى الأرقام الحقيقية لوفيات كوفيد-19 في روسيا".

الجيش الروسي يبدأ سحب خبرائه الطبيين من إيطاليا

بدأ الجيش الروسي، الخميس، انسحاب خبرائه الطبيين من إيطاليا الذين تم نشرهم هناك في نهاية آذار/ مارس لمساعدتها في مكافحة وباء كورونا المستجد.

وأعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو انسحاب الأخصائيين الروس خلال اجتماع عبر الفيديو مع كبار المسؤولين في القوات المسلحة، دون أن يذكر أي تفاصيل حول شروط ومدة الانسحاب.

وشكرت روما موسكو على مساعدتها الإنسانية، لكن المساعدات أثارت جدلا أيضا، حيث أثارت مقالات نشرتها صحيفة لا ستامبا غضب الخارجية الروسية، عندما أعربت عن قلقها في بداية نيسان/ أبريل من أن المساعدة الروسية كانت تخفي تلميحات جاسوسية، نقلا عن مصادر حكومية وضباط، دون الكشف عن هويتهم.

وأرسلت روسيا في أواخر آذار/ مارس 100 خبيرا ومختصا طبيا في مجال الفيروسات من الجيش الروسي إلى إيطاليا.

كما أرسلت وزارة الدفاع الروسية أنظمة تعقيم متنقلة ومعدات طبية.

ونفّذ أفراد من القوّات الخاصّة الروسيّة عمليّة تعقيم في دار للمسنّين، السبت، في منطقة بيرغامو الإيطاليّة (لومبارديا، شمالا).

اخبار ذات صلة