لايزال صدى مسلسل "أم هارون" يلقى ردود فعل غاضبة بسبب ما يروج له من معلومات مغلوطة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، الأمر الذي دفع مائة مؤسسة مجتمع مدني، بحملة شعبية من أجل مواجهة خطر التطبيع العربي مع الإسرائيليين.
التطبيع الفني مع الاحتلال الإسرائيلي يبدو أنه الأخطر كونه يمس المواطن العربي مباشرة، مما استدعى تلك المؤسسات التي تضم نقابات ومؤسسات إعلامية وهيئات ولجان مقاومة التطبيع عبر الوطن العربي والإسلامي، لتؤكد استمرار حراكها الرافض لعرض المسلسلات التطبيعية الخبيثة الهادفة لكي وعي الشعوب وتغيير الحقائق وتزوير التاريخ.
بدأ الحراك بحملة الكترونية مساء الجمعة عبر وسم #اوقفوا_ام_هارون #قاطع_mbc ، وطالب القائمون عليها جموع الأحرار أفرادا ومؤسسات للتعبير عن الإجماع الشعبي والمؤسساتي لرفض مسلسل أم هارون وسياسة ترويج التطبيع.
يقول د. باسم نعيم رئيس حملة المقاطعة الفلسطينية إن التطبيع الفني يشكل خطورة كبيرة في ظل الهجمة التطبيعية الجديدة التي تنتهجها "إسرائيل" بعد أن أنهت التطبيع مع الأنظمة الرسمية دون تحقيق أهدافها، فلجأت إلى التطبيع الشعبي كون أثره أكبر.
وعن الحملة لإيقاف مسلسل أم هارون، ذكر أن التغريد عبر مواقع التواصل الاجتماعي سيكون لمواجهة الأعمال الدرامية والتطبيع الفني بشكل عام، لافتا إلى أن الهدف من الحملة التي يدعمها مناصري القضية الفلسطينية في العالم العربي والإسلامي هو إيقاف المسلسل.
وأوضح نعيم "للرسالة" أن الحملة لا تقتصر فقط على التغريد، بل تم مخاطبة الفصائل ووسائل الاعلام والكتاب والصحفيين والمجالس التشريعية لتقوم كل جهة بأنشطة معينة لمواجهة موجة التطبيع الجديدة من خلال اعداد مواد مناهضة له.
ولفت نعيم الى أنه في الأيام السابقة تم ضخ الكثير من المواد عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بالمؤسسات التي تدعو للتطبيع وكشف دورها الخبيث.
وكشف أنهم يجهزون لعريضة تعتبر ميثاق شرف، حيث سيطلب من جميع المشاركين التوقيع عليها كوفاء لرفض التطبيع مع الاحتلال ودعم الحقوق الفلسطينية.
وبحسب قوله فإن تم استنطاق عدد من الفنانين العرب من دول متعددة لإبراز موقفهم الرافض للتطبيع، مبينا أن القائمين على الحملة اجتهدوا في التواصل مع الفنانين، وهناك تشاور مع عدد من الجهات المختصة لإنتاج مواد مضادة ودراما مقاومة.
وحول ما يقصده نعيم من دراما المقاومة، ذكر أنه سيكون هناك أعمال فنية تؤكد على الحقوق الفلسطينية وخطورة التطبيع وجرائم الاحتلال ضد البلاد العربية وليس فلسطين فحسب، مشيرا إلى أنه جاري الترتيب لعقد ورش عمل مع محترفين في الإنتاج الفني.
يذكر أن مسلسل أم هارون يستعرض تاريخ اليهود في الخليج، عبر سيدة يهودية تدعي "أم هارون" تعاني من مشاكل عديدة بسبب ديانتها، وتكون في العمل من أصول تركية تنقلت بين إيران والعراق قبل أن يستقر بها المطاف في البحرين لتعمل لسنوات طويلة في التمريض وتوليد النساء.
ومنذ بداية عرض المسلسل أعلن ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن رفضهم لما أسموها "مغالطات تاريخية" عن فلسطين، موجودة ضمن لقطات مسلسل عربي تبثه قناة "أم بي سي".
وتداول ناشطون لقطة من مسلسل "أم هارون" الذي تعرضه القناة السعودية، ويقول إنه بعد انتهاء الانتداب البريطاني ستقام دولة لليهود على أرض "إسرائيل"، مؤكدين أن الانتداب كان على أرض "فلسطين العربية"، ولم يكن لـ "إسرائيل" أي وجود آنذاك.
كما ويتطرق المسلسل إلى يهود الكويت الذين سكنوا فيها وعملوا في التجارة وبلغ عددهم 100 عائلة خلال فترة الثلاثينيات، والعلاقة بين المسلمين والمسيحيين والجالية اليهودية آنذاك، والظلم الذي عاناه المجتمع اليهودي خلال ذروة الحركة الصهيونية كما جاء في العمل.