تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا عبر العالم أربعة ملايين، وفي المكسيك أعلنت مستشفيات عامة وخاصة وقف استقبال المرضى بالفيروس بعد أن امتلأت.
من جهة أخرى تبدأ دول أوروبية غدا رفعا حذرا لإجراءات الحجر الصحي، في حين أعلن في الولايات المتحدة أن عالم الفيروسات أنتوني فاوتشي سيدخل الحجر الصحي، بعد اختلاطه بموظف مصاب في البيت الأبيض.
وتعيش دول أوروبية اليوم الأحد يومها الأخير من العزل، لكن وسط خشية من موجة ثانية للفيروس، الذي أصاب لحد الآن أربعة ملايين وتسبب بوفاة أكثر من 277 ألفا، منذ ظهوره أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي في وسط الصين.
تدابير حذرة
وتعيد بعض الدول فرض تدابير وقائية مشددة عند حصول ارتفاع غير متوقع بعدد الإصابات، كما حصل في كوريا الجنوبية مساء السبت، حيث قررت السلطات إغلاق كل الملاهي الليلية حتى إشعار آخر، بعدما نقل شاب العدوى إلى عشرات الأشخاص بعد زيارته خلال عطلة نهاية الأسبوع ملاهي ليلية في العاصمة سول.
وأعلنت كوريا الجنوبية 34 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا اليوم الأحد في أعلى عدد من الإصابة اليومية منذ شهر.
وحذر الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن من حدوث موجة ثانية من الوباء في وقت لاحق من العام، قائلا إن التفشي الذي حدث في الآونة الأخيرة أكد تخوفا من أن الفيروس يمكن أن ينتشر على نطاق واسع من جديد في أي وقت.
وسيكون رفع القيود تدريجيا ومتفاوتا بحسب المناطق في أوروبا. ففي فرنسا، سيجري رفع عدد أكبر من القيود في المناطق المصنفة "خضراء". أما المناطق "الحمراء" أي الأكثر خطرا، فسيكون رفع القيود فيها محدودا أكثر.
وفي إسبانيا يستعد نحو 51% من السكان للانطلاق غدا الاثنين في "المرحلة 1" من خطة تخفيف من أربع مراحل بعد أن ارتأت الحكومة أن المناطق التي يقيمون فيها حققت المعايير اللازمة، ولن تشمل المرحلة الجديدة من رفع العزل المدينتين الرئيسيتين، مدريد وبرشلونة.
كما سيجري تخفيف بعض القيود في بلجيكا واليونان وجمهورية التشيك وكرواتيا وأوكرانيا وألبانيا والدانمارك وهولندا، بعد تركيا التي تستهل رفع القيود اليوم الأحد.
بريطانيا وألمانيا
وفي المملكة المتحدة من المقرر أن يتحدث اليوم الأحد رئيس الوزراء بوريس جونسون، غير أنه من المتوقع أن يعلن فقط تخفيفا طفيفا للقيود، مثل فتح متاجر الحدائق والبستنة، وهي هواية تحظى بشعبية في المملكة المتحدة.
وفي وقت سابق أعلنت الحكومة البريطانية إمكانية فرض حجر صحي إلزامي لمدة 14 يوما على المسافرين الوافدين إلى البلاد، مما يثير قلق قطاع الطيران الذي تأثر بشدة نتيجة للوباء.
وفي ألمانيا بدأ رفع العزل قبل الدول الأوروبية الأخرى، ووضعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وحكام المناطق آلية لإعادة فرض العزل على مستوى المناطق إذا عاود عدد الإصابات الارتفاع من جديد.
وفي كندا، دعا رئيس الوزراء جاستن ترودو إلى الحذر في تخفيف القيود تفاديا للعودة إلى الوراء. وأعرب عن قلقه من الوضع في مونتريال، وهي بؤرة أساسية للوباء في كندا.
في أميركا الجنوبية، تخطت البرازيل عتبة العشرة آلاف وفاة من 155 ألفا و939 إصابة، وفق وزارة الصحة. وتقدّر اللجنة الصحية أن تكون أعداد الإصابات والوفيات الحقيقية أعلى بـ15 إلى عشرين مرة.
فاوتشي بالحجر
من جهة أخرى قال أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة لشبكة "سي أن أن" الإخبارية أمس السبت إنه سيدخل في "حجر صحي معدل" بعد اختلاطه بأحد العاملين في البيت الأبيض ثبت إصابته بفيروس كورونا.
وأظهرت فحوصات فاوتشي نتائج سلبية يوم الجمعة، ولم يختلط إلا اختلاطا "منخفض المخاطر" مع الموظف. ومن باب توخي الحيطة والحذر، سيعمل فاوتشي من المنزل لمدة 14 يوما، وسيرتدي كمامة باستمرار خلال تلك الفترة.
ويعتبر فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، أحد الوجوه البارزة في فريق عمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب المعني بمكافحة فيروس كورونا.
مستشفيات المكسيك
وفي المكسيك تحدثت تقارير عن امتلاء مستشفيات عامة وخاصة في العاصمة مكسيكو سيتي وإحجامها عن استقبال مرضى فيروس كورونا.
وتشير بيانات حكومة المدينة إلى امتلاء 26 مستشفى من بين 64 مستشفى عاما مخصصا لاستقبال مرضى فيروس كورونا في العاصمة بشكل كامل، كما تشير أيضا إلى امتلاء 16 عيادة عامة بشكل شبه كامل.
وقالت خمسة مستشفيات خاصة في العاصمة اتصلت بها رويترز إنها وصلت إلى كامل طاقتها لمعالجة مرضى كورونا، كما أشارت إحصاءات للرابطة الوطنية للمستشفيات الخاصة إلى أن الأسرة ووحدات الرعاية المركزة المزودة بأجهزة تنفس اصطناعي لعلاج مرضى كورونا في المستشفيات الخاصة في خمس ولايات والعاصمة وصلت بالفعل لحد التشبع.
المصدر : وكالات