عرفت الشيخ أحمد الكرد قبل نحو 30 عاما، دمث الأخلاق وطيب القلب، عطوفا سرعان ما تألفه، شعلة من النشاط والحيوية، ينفق وقته وجهده وماله في السعي من أجل الأيتام والفقراء والمساكين والأرامل والضعفاء، يجوب البلاد ويتصل بكل الجهات ليوفر الدعم والإسناد لأهالي الشهداء والأسرى والجرحى، من أصحاب الهمم العالية الذين تميزوا بالزهد والبساطة والتواضع والإخلاص، شيخ واعظ وقائد سياسي لا يتحدث إلا بخير، ويحب الخير للجميع ، ينبض حبا وعطاء لفلسطين، ويسعى في حوائج الناس.
هو رائد العمل الخيري في فلسطين في مسيرة قاربت نصف قرن، أسس العديد من الجمعيات الخيرية وعلى رأسها جمعية الصلاح الاسلامية، وترأس تجمع المؤسسات الخيرية، بحث عن المحتاجين في كل ركن وزاوية، زار عشرات الدول العربية والاسلامية وهو يهيب ويناشد ويدعو لدعم المحاصرين في غزة ومن دمرت منازلهم وفقدوا أحبابهم وخسروا مصادر رزقهم، بيد أنه لم يحب الظهور الاعلامي يوما ، منكرا لذاته ،بحرا في عطائه ، خادما لأبناء شعبه دون تمييز ،وقدم نموذجا للفلسطيني الذي يعمل لأجل الكل الوطني.
آمن اللاجئ أبو أسامة الذي هجرت العصابات الصهيونية عائلته من أرضها إبان نكبة فلسطين ،أن معركة التحرير الوطني تتطلب جيلا نشأ على التربية الاسلامية والوطنية والقيم والأخلاق وحب الآخر ، وتشهد له رياض الأطفال ومدارس الصلاح للأيتام والمشاريع الخيرية والمساجد بما أراد.
اعتقله الاحتلال مرات عديدة لنشاطه الإغاثي والإنساني ، وانتخب لرئاسة بلدية دير البلح عام 2005 ، وتولى وزارتي العمل والتنمية الاجتماعية فأحسن الإدارة والعمل ، وانتخب قبل 4 سنوات عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس ، حيث تولى دائرة الشهداء والأسرى والجرحى ، ورئاسة اللجنة العليا لجرحى مسيرات العودة.
عاد الشيخ السبعيني الهمام إلى منزله صائما، ليفطر مطمئنا مع عائلته، ثم يصلي معهم العشاء والتراويح ويقنت بالدعاء لأجل أبناء شعبه، لحظات ويشعر بالتعب ثم يسلم روحه لبارئها، أي خاتمة أفضل منها أبا أسامة، قل لي ماذا بينك وبين ربك ؟ ترتقي روحك في رمضان الكريم شهر القرآن والصيام وتصلي الفريضة وسنة التراويح ترجو الشفاعة بين يدي رب رحيم ، إنها حقا حسن الخاتمة وبشرى الخير .
رحل صاحب الابتسامة التي لا تفارق محياه، رحل أبو الأيتام وحبيب الفقراء والمساكين، عزاؤنا ما تركته من إرث كبير وقواعد راسخة بنيتها في العمل الخيري والانساني والاجتماعي يستحق التأريخ والتوثيق ، وأعان الله من يحمل الأمانة بعدك، رحلت في وقت نحن بأمس الحاجة للطيبين الطاهرين المخلصين، رحلت ولم ينقطع عملك ، فدعوات الأيتام والفقراء يتردد صداها حولك وتنير قبرك وتلح على الله بالرحمة والغفران تسأله الفردوس الأعلى.