قائمة الموقع

تقاطع المصالح الأمريكية والإسرائيلية يسرع وتيرة الضم

2020-05-11T12:40:00+03:00
تقاطع المصالح الأمريكية والإسرائيلية يسرع وتيرة الضم
 الرسالة نت - محمد عطا الله

 تعكس الخطوات الإسرائيلية المتسارعة نحو تكثيف عملية الاستيطان وسرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية في مناطق الضفة المحتلة والقدس، نية حكومة الاحتلال في تطبيق عملية الضم وفرض السيادة على أرض الواقع.

ويدلل على ذلك مصادقة وزير الحرب الإسرائيلي نفتالي بينيت، قبل أيام، على توسيع مساحة مستوطنة "أفرات" في عمق الضفة الغربية المحتلة، بحوالى 1100 دونم، ما يعني التمهيد لبناء قرابة 7000 وحدة سكنية.

وأفادت وسائل إعلام عبرية أن توسيع هذه المستوطنة الواقعة في الكتلة الاستيطانية "غوش عتصيون"، التي تحيط ببيت لحم وتمتد باتجاه الخليل، سيؤدي إلى جذب مزيد من السكان إلى المستوطنة وتوسيعها "من أجل تعزيز غوش عتصيون الكبرى".

وتأتي تلك الخطوات بتشجيع الإدارة الأمريكية، لا سيما مع تحريض وحض السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، حكومة بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، التي قد تتشكل في الفترة القريبة، على تسريع الإعلان عن ضم مناطق في الضفة الغربية المحتلة إلى (إسرائيل).

وقال فريدمان لصحيفة إسرائيلية إنه "إذا أعلنت حكومة إسرائيل عن ذلك، فإن الولايات المتحدة مستعدة للاعتراف خلال الأسابيع القريبة بسيادة إسرائيل على غور الأردن والاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية".

وتابع أنه "عندما تنتهي عملية ترسيم الخرائط، وتتوافق الحكومة الإسرائيلية على تجميد البناء في تلك المنطقة في مناطق C التي لن تسري عليها السيادة، وعندما يوافق رئيس الحكومة (نتنياهو) على التفاوض مع الفلسطينيين بالاستناد إلى خطة ترامب ("صفقة القرن")، وقد وافق على ذلك منذ البداية، فإننا سنعترف بسيادة إسرائيل في المناطق التي بموجب الخطة ستتحول إلى جزء منها".

  سياسة قائمة

ويعتقد الخبير والمختص في شؤون الاستيطان نصفت الخفش أن ما تقوم به (إسرائيل) باستمرار مبني على سياسة الاستيطان التوسعية من خلال احتلالها ومصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية.

ويوضح الخفش في حديثه لـ"الرسالة" أن عمليات السرقة والضم تأتي استمرارا للهجمات السابقة التي لم تتوقف، مشيرا إلى أن تلك الأعمال العنصرية لم ترتبط بالانتخابات او غيره وانما كسب المزيد من أصوات اليمين المتشدد.

ويؤكد أن نتنياهو بات يتصرف دون أي مبالاة أو خوف من أحد من خلال تنفيذ الضم والتوسعة والسيطرة على آلاف الوحدات الاستيطانية دون أي رادع ويبدو أنه تنفيذ لما يعرف بصفقة القرن.

وعن السر وراء التشجيع الأمريكي لتلك الخطوات يبين الخفش، أن تصريحات فريدمان تعكس الأيديولوجية الصهيونية العنصرية التي يتبناها السفير وحكومة البيت الأبيض حاليا من خلال ما تقوم به من ممارسات سواء بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل وغيرها، وكل هذه إجراءات متلاحقة لتطبيق الصفقة التي أعلن عنها.

ويشير إلى أن إسرائيل تحاول استغلال الانشغال العالمي بفيروس كورونا وتجير كل الظروف من أجل مصلحتها مستغلة ضعف الأنظمة العربية التي تهرول نحو التطبيع، وكذلك الواقع الفلسطيني المنقسم والمشتت.

 تطبيع مرعب

ويتفق الكاتب والمختص في شؤون الاستيطان أحمد جرادات مع سابقه، بأن هناك ضعفا عربيا وشبه تخلي عن القضية الفلسطينية، في ظل وجود عملية تطبيع مرعبة وواسعة وشاملة مع (إسرائيل).

ويوضح جردات في حديثه لـ"الرسالة" أن قيادات من الدول العربية يسرعوا من قرارات الإسرائيلي الخاصة بعملية الضم في ظل التحولات التي تحدث على مستوى المحاور في المنطقة وغيرها.

ويبين أن التشجيع الأمريكي لعملية الضم والسيطرة ترجع إلى محاولة كسب الأصوات الصهيونية الأمريكية في ظل الاقتراب من الذهاب لعملية انتخابات في الولايات المتحدة، وبالتالي فإن الإدارة الامريكية تحاول جمع أكبر قدر من الأصوات الصهيونية الأمريكية لصالحها.

ويلفت إلى أن الاستيطان تضاعف بشكل كبير عن الأعوام الماضية، انسجاما مع الفهم الصهيوني لطبيعة الصراع، لاسيما وأن حل الدولتين بات خارج النقاش ويعتبرون فلسطين كلها لهم.

اخبار ذات صلة