قائد الطوفان قائد الطوفان

هكذا كانت طقوس رمضان قبل النكبة!

هكذا كانت طقوس رمضان قبل النكبة!
هكذا كانت طقوس رمضان قبل النكبة!

 الرسالة نت   – مها شهوان

 "ساقالله على أيام البلاد" هذه العبارة دوما تتردد على ألسنة كبار السن في أي مناسبة لـتعيد ذاكرتهم للماضي، فكيف لو كان شهرا كريما بهيبة رمضان الذي لايزال عالقا في أذهان من عاشوا طقوسه قبل 72 عاما.

وبحسب ما كان يروى فإن أحداث النكبة وقعت في شهر رمضان، وكثير من الفلسطينيين رحلوا من قراهم تحت قذائف النار صائمين، وبقي موقد النار على الطعام مشتعلا آنذاك.

"الرسالة" تسرد الطقوس الرمضانية التي لايزال يتمسك بها جيل بأكمله رغم رحيله عن بلداتهم وقراهم، فقد كانوا يعتمدون على ثبوت هلال رمضان بحسب ما يعلنه الازهر الشريف بمصر، ليبدأ يومهم الرمضاني منذ أن يخرج المسحراتي قبل الفجر يقرع بطلبته وينادي على رب كل بيت أسرة ليستيقظ وعائلته، عدا أن في القرى التي لم يكن بها مسحراتي يقوم الناس بإيقاظ بعضهم.

بعض القرى ذات الوضع الاقتصادي الجيد كانت تستقبل رمضان بتجهيزات خاصة، حيث تعلق فوانيس الكاز التي تنيرها البلديات من بعد صلاة العصر حتى ينفد وقودها.

وغالبا على السحور كان يفضل أهالي القرى والبلدات المهجرة شرب الشاي واللبن، ويأكلون الجبن البلدي الذي يعدونه والمهلبية أيضا "خلاصة النشا المستخرج من القمح بطريقة يدوية مضافا إليها الحليب"، وأحيانا كانت تعد الأمهات طبق البرغل المفلفل مع الشعيرية.

وكان لدى أهل البلدات مجالس يطلق عليها "حوزات" يحضرون فيها بالنهار الزغاليل والدجاج البلدي المحشي للإفطار، فعادة العزائم كانت منذ ذاك الوقت، أما من كان يسكن بالقرب من شاطئ البحر فكانوا يأخذون طعامهم إلى هناك هربا من الحر.

وبعض القرى لها طقوسها الخاصة كالفالوجا التي كان يحافظ رجالها بشكل يومي طيلة شهر رمضان على تقليد "الخروج" حيث يحمل كل واحد منهم طبقا من الطعام، ويجتمعون في مجالس الحارات، ويأكلون معا.

لكن رحلة اعداد الطعام كانت تبدأ منذ الظهيرة حيث الشباب والفتيات الصغيرات يحملون "فرش العجين" على رؤوسهم متوجهين إلى الفرن لخبزه والفطائر وأقراص السبانخ واللحمة، وبعضهم يحمل جرار الماء لتعبئتها من البئر لاستخدامه في اعداد الطعام والغسل.

وغالبا كان لطبق المفتول حضوره على الموائد الرمضانية في جميع القرى والبلدات المهجرة، حيث كانت النسوة يجتمعن من عملية فتله حتى ينضج وتوزع الصواني على بيوت القرية، وغالبا كانت اليخنة من لحم الضأن.

وكان الفرح يعم كل حارات البلدة والقرى حينما كان يقف الصغار على أعلى تلة لرؤية مئذنة الجامع، فإن أشعلت أنوارها يهرعون إلى البيوت ليخبروا ذويهم بموعد الإفطار، فتتهلل أساريرهم وهم يحملون المشروبات الباردة "كالعرق سوس وقمر الدين: الذي تعده الأمهات ويحفظنه بطريقة تحافظ على برودته.

بعد الانتهاء من الإفطار وصلاة المغرب يتجهز جميع أبناء القرى والبلدات لصلاة التراويح ومن ثم يتبرعون لقراءة المولد والمدائح النبوية الرمضانية مرة كل ليلة في بيت مختلف.

البث المباشر