نددت أطر ومؤسسات إعلامية فلسطينية، بانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية، مطالبة المؤسسات الدولية بالضغط على الاحتلال لوقف تغوله على حرية الصحافة في الأراضي الفلسطينية، مجددة الدعوة لضرورة توحيد الجسم الصحفي الفلسطيني لمواجهة التحديات.
جاء ذلك خلال اعتصام الكتروني نظمه منتدى الإعلاميين الفلسطينيين اليوم الأربعاء 13 مايو 2020 عبر منصة زووم الإلكترونية بمشاركة عدد من الصحفيين.
وقال رئيس مجلس إدارة منتدى الإعلاميين الفلسطينيين د. خضر الجمالي: "نلتقي بكم اليوم عبر منصة إلكترونية لنرفع صوتنا عالياً ضد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة ضد فرسان الإعلام الفلسطيني، والتي تصاعدت وتيرتها في شهر مايو الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، وكأن الأمر رسالة استخفاف بالمنظومة الدولية، واستهتار بالقوانين والمبادئ الدولية والإنسانية".
وتابع قائلاً:" يأتي هذا الاعتصام الإلكتروني لنقول أننا سنلجأ لكل الوسائل والطرق لفضح جرائم الاحتلال بحق فرسان الإعلام الفلسطيني، وأن كل إنتهاكات وإجراءات الاحتلال الإسرائيلي لن توقف نبض صوتنا الفلسطيني الحر ولن تحجب صورتنا بحال من الأحوال".
وندد د. الجمالي بتغول سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الصحفيين بالاعتقال وعلى تلفزيون فلسطين بالمنع عن العمل، معتبراً ذلك "استمرار لمسلسل الانتهاكات الإسرائيلية بحق حرية الصحافة التي مازلنا نحيي ذكرى يومها العالمي الذي يوافق الثالث من مايو كل عام، مستحضرين السجل الإجرامي لقوات الاحتلال بحق الصحفيين قتلاً وأسراً وقصفاً".
وجدد الدعوة لإطلاق سراح الصحفيين الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مطالباً المنظمات الدولية لاسيما الاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمة مراسلون بلا حدود واتحاد الصحفيين العرب بضرورة التدخل والضغط على سلطات الاحتلال لوقف تغولها على حرية الصحافة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، داعياً للتراجع عن قرار منع تلفزيون فلسطين عن العمل، ووقف مسلسل الانتهاكات الإسرائيلية بحق الإعلام الفلسطيني .
200 اعتداء
بدوره، استعرض رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد الصحفيين، وقال: "نشهد استمرار وازدياد وتيرة اعتداءات قوات الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين، فمنذ بداية العام تم تسجيل أكثر من 200 اعتداء ضد طواقم الإعلام الفلسطيني، وهذا استمرار للضرب بعرض الحائط لكل المواثيق والقوانين التي تحمي الممارسة الإعلامية حتى في ظل الجائحة العالمية".
وطالب بضرورة "تجميد بالحد الأدنى إن لم يكن شطب عضوية دولة الاحتلال في الاتحاد الدولي للصحفيين حتى تثبت دولة الاحتلال أنها يمكن أن تحترم بالحد الأدنى حقوق الصحفي الفلسطيني"، مؤكداً أن الصحفي الفلسطيني يدفع ضريبة كبيرة في ظل الاحتلال والحصار، مشدداً على ضرورة إعادة الاعتبار لنقابة الصحفيين وتوحيد الجسم الصحفي الفلسطيني.
سجل حافل
من جانبه، أوضح الصحفي فتحي صباح مدير المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية أن الاعتداءات الإسرائيلية تأتي في سياق مسلسل ونهج بدء منذ احتلال فلسطين، مشيراً إلى السجل الحافل بالشهداء الصحفيين والأدباء والشعراء، وقال: "لن يكون آخرهم ياسر مرتجى وأحمد أبو حسين، ولن يكون آخر الأسرى نجيب عنان وعنان الشامي، فالاعتداءات ستستمر طالما استمر الاحتلال".
وتابع قائلاً: " الصحفيون سيواصلون نشر الرواية الفلسطينية المستندة للحق التاريخي، وسيواصلوا النضال لدحر الاحتلال، ومن أجل صحافة حرة ونزيهة"، مجددا المطالبة بأن "يتم تقديم ملفات قانونية حول جرائم الاحتلال بحق الصحفيين من قبل نقابة الصحفيين والمنظمات الحقوقية محلية وعربية ودولية ومن قبل السلطة الفلسطينية أيضا"، مبيناً أن الاحتلال "بدون عقاب سيواصل جرائمه".
وأضاف صباح " نضم صوتنا لكل الأصوات الداعية لتوحيد جبهة الصحفيين، وتوحيد نقابة الصحافيين وإعادة انتخاب أمانة عامة ومجلس إدارة للنقابة، فآخر انتخابات للنقابة جرت عام 2012، فالنقابة بحاجة لتجديد شرعيتها من خلال انتخابات حرة على قاعدة مشاركة كل ألوان الطيف الفلسطيني".
استهداف شامل
بدوره، أوضح الصحفي صالح المصري رئيس لجنة دعم الصحفيين، أن منع سلطات الاحتلال لتلفزيون فلسطين من العمل في مدينة القدس المحتلة، سبقه أيضا منع قنوات أخرى من العمل في الضفة الغربية، وقال: "هذا قرار جائر ندينه، فمنع التلفزيون الرسمي يؤكد أن الاحتلال يستهدف الكل الصحفي، ولا يفرق بين الإعلام الرسمي والإعلام الخاص الذي يتبع الفصائل الفلسطينية".
وأضاف أن الاحتلال يلاحق كل صوت وطني يدافع عن فلسطين، وهذا يجعلنا نضع على الطاولة ملفات مهمة تتعلق بوحدة الجسم الصحفي الفلسطيني، وأن يفتح ملف النقابة على مصرعيه، فكثير من القضايا التي تخص الصحفيين الفلسطينيين سواء بالشأنالداخلي الفلسطيني أو ما يتعلق بالاحتلال تتعلق بالجسم الصحفي القوي".
ونوه إلى أن اعتقال الزميلين عنان الشامي ونجيب عنان يرفع عدد الصحفيين الأسرى في سجون الاحتلال لـ 21، ومضى يقول: "المؤسسات الدولية مطالبة بالضغط على الاحتلال لوقف ملاحقة الصحفيين الفلسطينيين"، متسائلاً عن "الحال لو كان هناك صحفي إسرائيلي معتقل"، مشيراً بذات الوقت إلى استهداف المحتوى الفلسطيني على الفيسبوك وتورط الاحتلال في ذلك، مطالبا المؤسسة الرسمية الفلسطينية بالقيام بدورها للضغط على إدارة الفيسبوك لوقف استهداف المحتوى الفلسطيني.
وأشار أيضا إلى المخاطر المحدقة بوسائل الإعلام المحلية جراء استمرار جائحة كورونا، مؤكداً ضرورة التحرك لحماية الإعلام الفلسطيني وتأمين الدعم اللازم له.