كشف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، عن "الخطة الاستراتيجية" التي أعدتها حركته لمواجهة صفقة القرن.
وقال هنية في مقابلة خاصة بقناة الجزيرة إنّ الاستراتيجية تقوم على 3 مبادئ رئيسية أولها توحيد الشعب الفلسطيني كله في مواجهة الصفقة التي تستهدف بالأساس تصفيتها عبر شطب القدس وحق العودة وضم الأراضي.
وأكدّ هنية أن الوحدة ضمان حقيقي لاجهاض أي خطة، "فالكلمة الفصل للشعب الفلسطيني ومقاومته، لا سيما مع وصول وزير الخارجية الامريكية التي تمثل تدشينا لمرحلة إجرامية سياسية داعمة للكيان سياسيا واقتصاديا وامنيا".
وأوضح أن المبدأ الثاني يقوم على أساس الاتفاق على برنامج نضالي ووطني، وصولا للمبدأ الثالث الذي يرتكز على اطلاق المقاومة الشاملة الواسعة ضد الخطة الاجرامية التي تديرها الولايات المتحدة بتحالفاتها الكاملة مع الكيان.
وأضاف هنية: "لم يبق شيء لنتحدث عن مسار المفاوضات، فلا يجوز الاستمرار في جريمة التعاون الأمني مع الكيان، بل علينا اطلاق العنان للمقاومة في مناطق تواجدها كافة، خاصة بما تمثله الضفة وغزة من رصيد استراتيجي".
ودعا هنية رئيس السلطة محمود عباس لدعوة الاطار القيادي المؤقت لبحث 3 ملفات استراتيجية، أولها إعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أساس الاتفاقات الموقعة بيننا كفلسطينين.
أما الملف الثاني، فيتمثل في معالجة الأوضاع السياسية التي نتجت عن المسار الطويل من المفاوضات العبثية التي دامت لأكثر من 30 عامًا، وانتهت بسياسة الضم وشطب العودة وإعلان القدس عاصمة للكيان، تبعا لهنية.
وشددّ هنية على ضرورة التوافق على استراتيجية وطنية شاملة تحدد المسار الوطني والنضالي المتكامل؛ "لنرتب أوضاعنا تحت اطار قيادة وطنية جامعة وهي م.ت.ف، التي لطالما نادينا بإعادة تصويب وتصحيح أوضاعها".
ودعا هنية لعقد اجتماع قيادي مقرر خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة بعيدا عن حراب الاحتلال، "فنحن نريد إنهاء العلاقة كليا مع أوسلو والتعاون الأمني، وأن نطلق العنان للمقاومة الشاملة الوطنية والمسلحة أمام الخطر الداهم من سياسة الضم".
الأسرى
وعرج هنية على ملف الأسرى، إذ أكدّ ان قضيتهم تحتل أولى الأولويات لدى قيادة الحركة، "وتحريرهم واجب مقدس".
وقال إن المقاومة لن تترد ولن تتأخر في سلوك أي طريق لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال.
وكشف هنية عن حراك حصل بعيد اعلان رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار لمبادرة حول الأسرى؛ "لكنه لم يصل إلى حد الاختراق المطلوب على صعيد مسار المفاوضات غير المباشرة؛ لأننا نعتقد أن الاحتلال يفتقر للجدية ويتعامل مع القضايا بقشورها".
وأكدّ أن الحركة متمسكة بمطالبها، "وعلى الاحتلال أن يعرف أن متطلبات الصفقة تحتاج لثمن ليتسنى الوصول الى صفقة".
ونبه إلى أنه في حال لم يتم الوصول لصفقة؛ "فما عندنا سيبقى عندنا، ويمكن أن نزيد الغلة والصندوق، وذراعنا طويلة، فحماس لن تسكت على بقاء أسرانا الذي أمضى بعضهم اكثر من 40 عامًا.
حماس والسعودية
وجدد رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية دعوته لقيادة الممكلة السعودية الافراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجونها.
وعبّر هنية عن أسفه من محاكمة الفلسطينيين بسجون المملكة "فهي مؤسفة ومؤلمة وغير متوقعة، لا سيما وأن هؤلاء عاشوا لأجل قضيتهم وقضية أمتهم المركزية، واعمالهم كانت مقتصرة على الأعمال الخيرية ولم تمس أبدا بأمن المملكة".
وشدد هنية أن حركته لا تتدخل أساسا في شؤون المملكة، إذ "نعتبر أن أمنها ضمن أي أمن قومي عربي".
وجدد هنية ترحيب حركته بمبادرة الحوثي، "لكن معلوماتنا لا يوجد شيء يمكن ان يبنى عليه".
وأكدّ ضرورة التوقف عن الصراعات وتحديد البوصلة تجاه الاحتلال، خاصة وأن صفقة القرن تستهدف في مسارها الآخر مساعدة الاحتلال في اختراق الأمن العربي.
وتابع: "صفقة القرن ليست مقصورة على الوضع الفلسطيني، فلها مساران أولهما تصفية القضية والثاني إقليمي يتمثل في السماح للكيان بالتغلغل واختراق المنطقة العربية بمساعدة أمريكية، لذلك نقول ان الصفقة خطرها يمتد لمنطقتنا العربية والإسلامية".
و أكدّ هنية أنه "لا يوجد خلافات داخل حماس، فهي حركة كبيرة ممتدة في الداخل والخارج، وفيها طبقات قيادية وتكامل أجيال، وفيها نقاش وحرية رأي وديمقراطية عالية المستوى".
وقال إن حماس أكبر من أي فرد وأي قائد، ولها أعراف، وتزداد يومًا بعد يوم تمسكًا ووحدة داخلية، مضيفا: " أفتخر بأننا الحركة الفلسطينية الوحيدة التي تُجري انتخابات بشكل دوري، وأنا بصفتي رئيس الحركة أريد أن أؤكد أن قيادة الحركة تقود صفًا من الأحرار".
