حذّر الملك الأردني، عبد الله الثاني، من أنّ ضمّ إسرائيل أجزاءً من الضفة الغربية سيؤدي إلى "صِدام كبير" مع الأردن.
كما حذّر خلال مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانيّة، اليوم، الجمعة، من أن يؤدي انهيار السلطة الفلسطينيّة إلى "مزيدٍ من الفوضى والتطرف في المنطقة".
إسرائيل تحاول عرقلة أيّة خطوات أوروبية ضد الضم
ورفض التصريح إن كان الأردن سيعلّق العمل بمعاهدة وادي العربة، واكتفى بالقول "لا أريد أن أطلق التهديدات أو أن أهيئ جوًا للخلاف والمشاحنات، ولكننا ندرس جميع الخيارات. ونحن نتفق مع بلدان كثيرة في أوروبا والمجتمع الدولي على أن قانون القوة لا يجب أن يطبّق في الشرق الأوسط".
وتساءل "هل التوقيت مناسب فعلًا لمناقشة ما إذا أردنا حلّ الدولة الواحدة أو حل الدولتين لفلسطين وإسرائيل، ونحن في خضمّ المعركة ضد جائحة كورونا؟ أم هل ينبغي علينا أن نناقش كيف بإمكاننا مكافحة هذا الوباء؟ حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد الذي سيمكننا من المضي قدما".
وأردف أنّ "القادة الذين يدعون لحل الدولة الواحدة لا يعلمون تبعاته، ماذا سيحصل إذا انهارت السلطة الوطنية الفلسطينية؟ سنشهد مزيدا من الفوضى والتطرف في المنطقة. وإذا ما ضمّت إسرائيل بالفعل أجزاءً من الضفة الغربية في تموز، فإن ذلك سيؤدي إلى صِدام كبير مع المملكة الأردنية الهاشمية".
وكشف الملك عبد الله أن الجامعة العربية ناقشت "حلّ الدولة الواحدة"، وأن قادةً عربا، من بينهم، العاهل السعودي رفضوها.
حراك دبلوماسي أردني في أوروبا استباقًا لاجتماع الاتحاد
في التزامن، واصل وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، اليوم الجمعة، جهود بلاده "لبلورة موقف دولي فاعل ضد تنفيذ إسرائيل قرارها ضم أراض فلسطينية محتلة، بخطوة ستمثل إن اتخذت خرقًا فاضحًا للقانون الدولي وتقويضًا لكل الجهود السلمية"، بحسب بيان صادر عن الخارجيّة الأردنيّة.
وبحث الصفدي في اتصال هاتفي الخطر الذي سيمثله الضم مع وزير خارجية فرنسا، جان إيف لادريان، الذي أكدت بلاده رفضها للضم وعزمها التصدي له.
واستعرض الوزيران العمل على إطلاق مفاوضات جادة مباشرة وفاعلة لحل الصراع على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي سبيلًا وحيدًا لتحقيق السلام الشامل والدائم.
وأكّد الصفدي، بحسب وكالة "بترا"، خلال الاتصال الذي تم قبيل اجتماع لمجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيكون موضوع الضم على أجندته، أنّ "التصدي للضم هو حماية للقانون الدولي وحماية للسلام الذي يشكل ضرورة إقليمية وأوروبية ودولية".
وأكد الصّفدي "مركزية الدور الأوروبي ومحوريته في جهود حل الصراع وتحقيق السلام في المنطقة".
كما بحث الصّفدي الضم مع وزير خارجية قبرص، نيكوس كريستوليدوس، صباح اليوم، الجمعة، وشدّد أنّ القرار، إن نُفذ، سيقتل حل الدولتين وسينسف كل جهود السلمية. وشدّد الوزيران على أن إطلاق مفاوضات مباشرة وجادة وفاعلة لحل الصراع على أساس حل الدولتين بات ضرورة أشد إلحاحًا الآن في ضوء التحديات غير المسبوقة التي تواجهها العملية السلمية.
وكان الصفدي أجرى خلال الأسابيع الماضية اتصالات مكثفة مع نظراء له في المنطقة وخارجها استهدفت تنسيق جهود حماية السلام من التهديد الخطير الذي سيمثله أي قرار إسرائيلي بضم المستوطنات وغور الأردن وشمال البحر الميت في فلسطين المحتلة.
وفي آذار/مارس الماضي، حذّر رئيس الحكومة الأردني، عمر الرزاز، من أن العلاقات الأردنية – الإسرائيلية في أدنى مستوى لها، منذ توقيع اتفاقية وادي عربة.