قائمة الموقع

وقف التنسيق الأمني والمآلات

2020-05-25T14:18:00+03:00
محمود مرداوي
الرسالة نت-بقلم: محمود مرداري

مع ترقب انتهاء عطلة العيد وعودة الحياة لمجاريها بكل تفاصيلها وتعقيداتها المتداخلة مع العدو الأربعاء يصادف بداية تنفيذ قرار وقف التنسيق الأمني الذي سبقه ورافق الحديث عنه نوع من التصعيد في نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال بكل الأشكال .

 

هذا التنسيق الذي انتظمت عليه العلاقات في مجال الأمن والحفاظ عليه كرس جهود فرقة الضفة ولا سيما لواء كفير بكتائبه الستة الموزعة على المحافظات يقابلها أجهزة أمنية وقائي، مخابرات، استخبارات، أمن وطني، شرطة، وردائف أخرى تساندها وتشكل شبكة أمان معلوماتية لها، عملت في الماضي بالتنسيق المشترك لمنع عمليات المقاومـ.ـة بالشق الأمني، إلى جانب تسهيل العلاقة المدنية المتبادلة في مجال الصحة والزراعة والصناعة والاستيراد والتصدير، وما يرافق ذلك من تنقلات في شبكة مواصلات معقدة ومتداخلة .

 

الأخبار الواردة من كلا الجانبين تتحدث عن أن هذه العملية ستتوقف كلياً .

 

هذه العلاقة في بعدها المادي العملياتي تؤثر في البعد الإداري والمعنوي، بعد قرار التوقيف سيشعر به العدو بشكل فوري من حجم الآثار المترتبة عن ذلك، كما أن طريقة عمل التنسيق وأسلوب التصدي للعمليات من حيث التخطيط والتحضير والتنفيذ ستهتز وتضطرب ويتخللها حلقات متقطعة غير متواصلة.

 

هذه العملية التي ستتوقف ستؤثر على الطريقة الإدارية والإجرائية للمتابعة ، 

ما كان يمكن فحصه بأعداد كبيرة بالتحقق من معلومات واردة في برهة دقائق معدودة سيصبح معقداً ومن غير الممكن تحقيق المطلوب في كل مراحل التحقق في البعد الوقائي التصنيف والتشخيص وضبط الحركة والبعد اللوجستي ، ولم يعد الاطار الذهني والخيال المتوقع قادر على رسم كروكا للبناء التنظيمي بعد جمع المعلومات الأولية.

 

هذه العملية تحتاج جهودا وتستغرق وقتاً إن جد الجد ونفذ رئيس السلطة ما تعهد به، خاصة أنه مشروط بأمور ليس من السهل تلبيتها من قبل العدو على وجه السرعة ما لم يتلظى بنار المقاومـ.ـة ويدرك أهمية التنسيق الأمني في تحقيق أمنه وتعطيل مشروع المقاومـ.ـة وفرص تنفيذ العمليات.

 

على الجانب الآخر هذا القرار بعد أن يتحقق الشعب الفلسطيني من أنه استراتيجية جديدة وقرار نهائي سيعيد الثقة بنفسه والجدوى بنضاله. 

 

فما هو منتظر كبير ، كل المراهنات من العدو على أن القرار قرار تكتيكي، وإن تجاوز هذا التقدير لديه أدوات ضغط تجبر رئيس السلطة على الإذعان والتراجع .

 

إن التنسيق الأمني أخطر ما عانى منه المشروع الوطني على الاطلاق، أضراره جسيمة في البعد المادي والمعنوي، قسم الشعب الفلسطيني وأضعفه، وجعل تكلفة الاحتلال رخيصة مقدور عليها في معادلة الربح والخسارة، فلم يعد مطروحاً على طاولة صنع القرار لدى العدو ، ماذا سنخسر لو لم نقر بالحقوق الوطنية الفلسطينية لأن التنسيق تكفل بمنع الخسارة ورفع التكلفة.

 

بناء على ما ذكر أعلاه فيجدر بالفلسطينيين أن يحسبوا تصريحاتهم وقراراتهم السياسية وخطواتهم المستقبلية وادارتهم للمشهد بمنتهى الدقة حتى يُلغى من قاموس الفلسطينيين إمكانية العودة إلى هذا القرار المجرَّم للأبد والعمل على قاعدة عفا الله عما سلف، ولنمض إلى الأمام متعهدين بأن اللغة التي يفهمها العدو لغة المقاومـ.ـة في سياق سياسي يقدر تعقيدات المرحلة وموازين القوى فيها .

 

ما أسوأ الموافقة على التنسيق من البداية ، وما أسهل التحلل منه، لكن ما أصعب تحمل نتائجه لأن وقفه ربح صاف للشعب الفلسطيني وخسارة صافية للمشروع الصهيوني.

علينا أن نجترح النظريات المناسبة لإدارة المرحلة المقبلة على قاعدة "إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص"

واعلموا يقيناً أنه لا يحدث في ملك الله إلا ما أراد الله.

اخبار ذات صلة