أعلن العراق عن مقتل من يسمى مسؤول "ولاية العراق" في تنظيم "داعش" الإرهابي معتز الجبوري، بضربة جوية للتحالف الدولي داخل الأراضي السورية.
وقال جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، في بيان، إن قوات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم "داعش"، تمكنت من قتل "الإرهابي معتز نومان عبد نايف نجم الجبوري المكنى (حجي تيسير)، والذي يشغل منصب من يسمى والي العراق، ومعاون زعيم تنظيم داعش الإرهابي لشؤون الولايات كافة، والمسؤول عن التخطيط والتنسيق للعمليات الإرهابية الخارجية، بعد متابعة لفترة ليست بالقصيرة لتحركات هذا الإرهابي الخطير، وتنقله الدائم داخل وخارج العراق".
وتابع بيان الجهاز أنه "تم استهدافه بضربة جوية من قبل طيران التحالف الدولي في منطقة دير الزور السورية، وفق معلومات استخبارية دقيقة من قبل جهاز مكافحة الإرهاب"، موضحا أن "الجبوري كان يمتلك أكثر من جواز سفر وهوية للتنقل، ولا يستخدم الهاتف نهائيا خشية الملاحقة".
وفي السياق، قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، العميد يحيى رسول، إن "والي العراق" بتنظيم "داعش" قتل داخل الأراضي السورية، مبينا في تغريدة على موقع "تويتر" أن عملية قتله تمت بناءً على معلومات استخبارية دقيقة قدمها الجانب العراقي متمثلا بجهاز مكافحة الإرهاب.
ويأتي ذلك بعد نحو أسبوع على إعلان جهاز المخابرات العراقي عن اعتقال عبد الناصر قرداش، أحد القادة البارزين في تنظيم "داعش" الإرهابي، والمرشح لخلافة البغدادي في زعامة تنظيم "داعش"، وفقاً لمعلومات استخبارية دقيقة.
وفي أغسطس/آب العام الماضي، رصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية قدرها 5 ملايين دولار للقبض أو قتل معتز الجبوري، الذي يعد أبرز القيادات الميدانية في تنظيم "داعش"، واسمه معتز نعمان عبد نايف الجبوري الملقب بـ"حجي تيسير"، وتتهمه واشنطن بأنه مسؤول عن عمليات استهدفت القوات الأميركية منذ عمله في تنظيم القاعدة منذ عام 2004، وتعتبره خبير صنع متفجرات.
ولا تتوفر معلومات كافية عن الجبوري غير أنه من محافظة صلاح الدين شمالي العراق، من مواليد 1972، وكان طالبا قبل الغزو الأميركي للعراق، لكنه انخرط في العمليات المسلحة ضد القوات الأميركية بعده، وتدرج إلى حين التحاقه بتنظيم القاعدة ومن ثم تنظيم "داعش".
وبحسب الباحث في الشأن الأمني العراقي أحمد الحسيني، فإن مقتل قيادي بارز في تنظيم "داعش" بحجم "والي العراق" داخل الأراضي السورية، بضربة جوية لطيران التحالف الدولي، يشير بوضوح إلى أن العراق ما يزال بحاجة إلى دعم التحالف، لا سيما في ظل الظرف الحالي الذي يمر به العراق، والذي يشهد تصاعدا مريبا لهجمات التنظيم الإرهابي، التي خلفت قتلى وجرحى من الجيش والشرطة و"الحشد الشعبي" والمدنيين، مبينا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هذه الضربة ستساهم بالتأكيد في زيادة التنسيق بين القوات العراقية والدول المنضوية ضمن التحالف الدولي.
كما توقع الحسيني أن "ينعكس ذلك بوضوح على الحوار الاستراتيجي المرتقب بين بغداد وواشنطن، المنتظر أن ينطلق منتصف الشهر المقبل، والذي سيناقش قضايا عدة، ربما سيكون أبرزها مستقبل عمل التحالف الدولي، ووجود القوات الأجنبية، وخصوصا الأميركية، في العراق".
وقالت عضوة لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي آلا الطالباني، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، إن الجانب العراقي سيناقش مع الأميركيين ملفات عدة، أبرزها التنسيق العسكري والأمني، ومستقبل الوجود الأميركي في العراق، وتسليح وتدريب الجيش العراقي، والجانب الاقتصادي، فضلاً عن القضايا الثقافية، موضحةً أن "التفاهمات بين البلدين ستكون عسكرية واقتصادية وثقافية".