قائمة الموقع

عائلة عصافرة.. زنازين تحرم طفولتهم فرحة العيد

2020-05-27T12:26:00+03:00
صورة أرشيفية
الرسالة نت - الضفة الغربية

على ركام وأنقاض منزل العائلة، اعتلى الأطفال يلهون بألعاب العيد البلاستيكية، وجلسوا ينتظرون والديهم ليشاركوهم فرحة العيد؛ إلا أن جدران الزنازين وقيود السجان أطالت الغياب وحرمت الأمنيات، ليعودوا مجددًا للهو بألعاب الطفولة التي قتلها الاحتلال.

لم يحظ الطفلان عبد الرحمن ومحمد قاسم عصافرة -كغيرهم من الأطفال، بحنان الأم ورفقتها لكي تشتري لهم ملابس العيد هذا العام، بعد أن غيبتها سجون الاحتلال كما غيبت والدهم في ليلة حالكة السواد منذ شهور.

مرارة حرمان العيد

شهور من مرارة الانتظار يتجرع آلامها طفولة حرمت من حنان الوالدين الذين غيبتهم سجون الاحتلال منذ شهر أكتوبر من عام 2019، إثر اتهام عدة أشخاص من بينهم "قاسم" بتنفيذ عملية قتل لأحد المستوطنين في شهر أيلول من ذات العام.

تقول جدة الأطفال عصافرة بأن حياة أحفادها منذ اعتقال والدهم ووالدتهم تحولت إلى كابوس، وأمضى الأطفال أيامهم غير مستوعبين فكرة اعتقال والديهم لدى قوات الاحتلال.

وأضافت: "كل الشهور التي مرت علينا بعد اعتقال قاسم وزوجته في كفة، ومشاعر الأطفال في صباح يوم عيد الفطر في كفة أخرى، فحجم الحسرة التي تجرعناها والألم الذي اعترى ذلك اليوم لا يمكن وصفه، ولا سيما أمام براءة طفولتهم التي لم تتوقف عن السؤال حول وقت حضور والدهم إلى البيت لمشاركتهم أجواء العيد".

وأوضحت الجدة بكلماتها المكلومة: "عدا عن اعتقال قاسم وزوجته فهناك اثنين من أبنائي معتقلين، بالإضافة إلى اثنين من أشقاء د زوجة ابني، لتعيش كل العائلة الحرمان، تزامنا مع ما حل ببيت قاسم من هدم ودمار إثر اعتقالهم واتهامهم بتنفيذ عملية الطعن إلى جانب منزل ابني واحد أنسبائنا".

وتصف عصافرة حالة الحرمان في شهر رمضان "لم يكد يمر عليّ أو على عائلة زوجة ابني إلا وقد ذرفت دموع الجميع أمام مشهد الحرمان وغياب الأم والأب عن المائدة، حيث لم يتوقف الاثنان عن ترديد السؤال: "ايمتى برجع بابا وماما؟"".

وذكرت بأن عبد الرحمن ومحمد وبعد حرمان لعدة شهور من زيارتهم لأمهم، لم يتعرفوا عليها بعد أن آتت ظروف السجن على حالها وغيرت معالمها وشكلها، ليعيش الاثنان الصمت والصدمة بوجود والدتهم التي كانت بالنسبة لهما الملاذ الآمن وراء ألواح من الزجاج وقضبان حديدية.

مضى العيد بكل تفاصيله الحزينة، وما زال الطفلان عبد الرحمن ومحمد يلهوان بألعابهم، وكلهم أمل بأن يفتح باب منزلهم بأي لحظة ويعود والداهم من سفرهم المزعوم، ومن غيابهم الطويل، ولم يدر كل منهما بأنّ سجون الظلم سرقتهم كما سرقت أحلامهم وطفولتهم وأعيادهم.

اخبار ذات صلة