نشرت صحيفة "الدياريو" الإسبانية تقريرا سلطت فيه الضوء على الأضرار الجلدية التي يمكن أن يتسبب فيها ارتداء القناع، على غرار تهيج البشرة في أماكن مختلفة من الوجه، وبالأخص في ظروف معينة وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل جلدية.
وتناولت الصحيفة، في تقريرها، الإجراءات الوقائية التي تفرضها الدول ومن بينها إلزام المواطنين بارتداء الكمامة، ما يعني أن بشرتنا ستكون على اتصال مباشر به لفترة أطول.
ويطرح هذا الأمر تساؤلا حول بإمكانية أن يضر هذا الإجراء ببشرتنا؟، ووفقا لدراسة نشرت في مجلة الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، زادت الآفات الجلدية الناجمة عن استعمال معدات التدابير الوقائية لوقف العدوى، خاصة في صفوف الأطباء والممرضين.
ما الضرر الذي يمكن أن يحدثه القناع على بشرتنا؟
أكدت الصحيفة أنه من المهم وضع القناع على الوجه بالطريقة الصحيحة، خاصةً في المنطقة المحيطة بالأنف لضمان توفير أقصى قدر من الحماية. عندما تختلط رطوبة التنفس والحرارة والضغط، تتولد بيئة حارة ورطبة تحت القناع مما قد يتسبب في بعض الأحيان في حدوث مشاكل على مستوى الجلد.
وأضافت الصحيفة أن الاحتكاك وفرك القناع مع الجلد وكميات العرق المحبوسة تحت البشرة، من مسببات تهيج الجلد ناهيك عن أن القناع يمنع البشرة من التنفس.
وتتحدث العديد من الدراسات عن ظهور حالات جلدية بسبب استخدام معدات الحماية والنظافة الشخصية بطريقة مفرطة، لاسيما عند الأطباء والأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض أو من مشاكل جلدية، على غرار الحساسية أو التهاب الجلد الدهني، وهي حالة مرتبطة أيضًا بالإجهاد.
وتجدر الإشارة إلى أن التهيج والاحمرار لا يظهر فقط على مستوى الذقن والأنف، بل تظهر هذه العلامات أيضا خلف الأذنين، وهو الجزء الذي تحتك فيه أشرطة القناع مع البشرة.
كيفية يمكن الحد من مشاكل الجلد التي يسببها قناع الوجه؟
أفادت الصحيفة بأن الأكاديمية الإسبانية للأمراض الجلدية والتناسلية أوصت بغسل الوجه جيدا بصابون طبيعي وتطبيق بعض المرطبات الخالية من العطور على المناطق الأكثر تلامسًا مع القناع، مع وضع كريم الحماية على الجلد لمدة ساعة تقريبا قبل وضع القناع. بهذه الطريقة، يمكن التخفيف من حدة التهيج الناتج عن الاحتكاك بين البشرة وقناع الوجه.
وفي حال كان الشخص يعاني من أي نوع من الحساسية أو إصابة سابقة على مستوى الجلد، يوصى بوضع كريم الحماية على هذه المنطقة ونغطيها بضمادة، وبذلك يمكن التقليل من احتكاك البشرة بالقناع. كما ينصح بعدم وضع المكياج على المنطقة المغطاة تحت القناع لأن الجلد لا يمكنه "التنفس" جيدًا.
وأوردت الصحيفة أنه من المهم الحفاظ على نظافة الوجه تحت القناع في جميع الأوقات وخاصة في حال ارتداء القناع لفترة طويلة، وتخفيف الضغط عنه كل ساعتين. وحتى لا تتسبب الأشرطة بالتهيج في الجزء الخلفي من الأذنين، يمكن صنع نوع من الأشرطة تُربط خلف الرأس مباشرة.
العناية اللازمة ببشرة الوجه بعد خلع القناع
أكدت الصحيفة أن ترطيب البشرة هو المفتاح الأساسي لتجنب تهيجها، كما أن غسل الوجه جيدا باستخدام منظف يحتوي على مادة الهيدروجين من شأنه أن يطهرها من الأوساخ كما أنه يحافظ على نعومتها ولكن ينبغي ألا تكون هذه المواد معطرة.
يمكن أن يؤثر منظف الوجه القوي على الطبقة الخارجية للجلد ويزيد من خطر الجفاف والالتهاب. إذا ظهر تهيج أو أكزيما بعد ارتداء القناع، يمكن استخدام الكريمات المضادة للالتهابات ليلا، مثل الكورتيكوستيرويدات الموضعية لمدة تتراوح بين خمسة إلى سبعة أيام.
إذا كنت تستخدم قناعا مصنوعا من القماش، فيجب الانتباه إلى نوعه لأن ذلك يمكن أن يحدث فرقا كبيرا عندما يتعلق الأمر بمشاكل الجلد.
وإذا كان الشخص يعاني من حب الشباب، فمن الأفضل تجنب الأقنعة المصنوعة البوليستر أو النايلون أو الحرير الصناعي، لأنها تحبس العرق ما يزيد من خطر التهيج.
ويمكن في هذه الحالة استخدام قناع يحتوي على طبقة داخلية مصنوعة من مادة ماصة مثل القطن، ما يساعد على التخلص من العرق ويقلل من احتمال التهيج والاحمرار.
وأوضحت الصحيفة أن الطبقة الخارجية للقناع ينبغي أن تكون مصنوعة من قماش سميك لتوفير المزيد من الحماية ضد الميكروبات، في حين أن الطبقة الداخلية التي تلامس الجلد يجب أن تكون أكثر نعومة ومصنوعة من قماش طبيعي 100 بالمئة مثل القطن.
كما أن الأقنعة المصنوعة من القماش يمكن إعادة استخدامها من خلال غسلها بالماء الساخن، ومن المهم تجنب استخدام المنظفات والعطور والمواد المضافة التي يمكن أن تتسبب في تهيج الجلد.