أطلقت غوغل وآبل إطار العمل الخاص بتطبيقات التتبع لفيروس كورونا بعد طول انتظار، وقال الكاتب إيثن كيم ليزر في تقريره الذي نشرته مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية إن معدل الانتشار المتسارع لفيروس كورونا دفع عددا من الدول إلى استخدام بيانات تحديد الموقع الجغرافي للمساعدة في مكافحة هذه الجائحة المقلقة.
ومثلت هذه البيانات في العديد من الحالات نعمة للكثير من السلطات التي تسعى لتتبع تحركات المواطنين عبر المقاطعات والأقاليم، ومتابعة مدى فعالية إجراءات، مثل الحجر الذاتي المنزلي.
ويعارض مراقبو الخصوصية غالبا هذا النوع من الإجراءات، ويحذرون من الممارسات غير الأخلاقية وإمكانية أن تكون البيانات التي يتم تجميعها خاطئة، ومن بين الأمثلة السهولة النسبية التي يمكن بها للأجهزة التلاعب ببيانات موقعها، ونتيجة لذلك استدعى المشرعون في الماضي سماسرة بيانات الموقع لمعرفة كيف يجمعون وينشرون المعلومات الحساسة الخاصة بالأشخاص.
وذكر الكاتب أنه كان من الصعب معارضة التقدم الذي أحرزته كل من الصين وكوريا الجنوبية خلال الأشهر الماضية في كبح انتشار فيروس كورونا.
فقد استعلمت الصين بيانات الأشخاص من تطبيقات شعبية مثل "وي تشات"، في حين من المرجح أن تكون كوريا الجنوبية قد استفادت من المعلومات التي يوفرها تطبيق المراسلة الفورية المستخدم على نطاق واسع في البلاد "كاكاوتالك"، وفي سنغافورة يستخدم التطبيق الذي أطلقته الحكومة "ترايس توغيذر" خاصية تعقب البلوتوث لمراقبة المصابين بفيروس كورونا عن كثب.
ويمكن أن تستخدم البيانات للموارد الضرورية أيضا، ففي سول تنشر الحكومة بيانات عن مبيعات الأقنعة الطبية للعموم حتى يتمكن المطورون من استخدام تلك المعلومات لإنشاء خريطة لخدمات الأقنعة للمواطنين.
ولن يكون هذا الخيار صعبا بالنسبة للحكومة للاستفادة من هذه البيانات إذا كان ذلك يعني إنقاذ المزيد من الأرواح قبل أن يفتك بها هذا الفيروس.
ولسنوات، قام سماسرة بيانات المواقع بتجميع المعلومات من خلال دفع المال للتطبيقات الشهيرة المزودة بمتعقبات والتي نستعملها يوميا، ولذلك من المرجح أن تكون البنية التحتية اللازمة لهذا النوع من الموارد موجودة فعلا.
ومن غير المفاجئ أن تعمم صناعة الإعلانات فوائد تجميع البيانات، لكن مراقبي الخصوصية سبق أن نبهوا إلى أن ذلك قد يؤدي في نهاية المطاف إلى سياسات غير متكافئة.
وعند التعامل مع أزمة صحة عامة بهذا الحجم فإن التعويل على البيانات من السماسرة يمكن أن يترك عن غير قصد الأشخاص الأقل حظا مثل المسنين، نظرا لأن استخدام التكنولوجيا وبعض التطبيقات يختلف باختلاف طبقات المجتمع والأعراق وحتى الأعمار.
المصدر : الصحافة الأميركية