قرّرت شركة "رينو" الفرنسية لصناعة السّيّارات إلغاء نحو 15 ألف وظيفة في العالم، بينها 4600 في فرنسا، في إطار خطة لتوفير أكثر من ملياري يورو خلال ثلاث سنوات، وفق ما أعلنته الشّركة اليوم، الجمعة.
وقالت المدير العامة للشركة، كلوتيلد ديلبو في بيان إن "هذا المشروع حيوي". وكانت "رينو" التي تعاني من فائض في القدرات الإنتاجية على المستوى العالمي، أعلنت في شباط/ فبراير عن أول خسائر لها في عشر سنوات، ودخلت في الأزمة التي نجمت عن وباء كوفيد-19 في موقع ضعف.
ونقلت وكالة أنباء "فرانس برس" عن مصادر مطّلعة قولها إنّ الشركة شرحت خطّتها التي أعلنتها اليوم، الجمعة، منذ مساء أمس الخميس للنقابات، وأضافت المصادر أن الشركة تأمل إلغاء الوظائف من دون حاجة للتسريح بل من خلال المغادرة الطوعية وإجراءات التشكيلات الداخلية وإعادة تدريب الموظفين. وستبدأ المشاورات مع ممثلي الموظفين في فرنسا الشهر المقبل.
ومع تطبيق الخطة ستنخفض الطاقة الإنتاجية السنوية للشركة عالميا من أربعة ملايين مركبة حاليا إلى حوالي 3.3 مليون.
وتواجه صناعة السيارات أزمة وجودية جراء جائحة كوفيد-19 التي تسببت في انخفاض المبيعات حيث أجبرت الحكومات المواطنين على البقاء في منازلهم لإبطاء انتشار الفيروس.
هذا وتجري "رينو" محادثات مع الحكومة الفرنسية للحصول على قرض مدعوم بقيمة 5 مليارات يورو، لكن الحكومة جعلت هذا مشروطًا بضمانات للعمال والإبقاء على الإنتاج في البلاد. كما دفعت الجائحة الشركة للانضمام إلى مبادرة أوروبية بشأن بطاريات السيارات الكهربائية. وتمتلك الدولة الفرنسية حصة 15 في المئة في "رينو".
والثلاثاء، أعلنت فرنسا خطة بقيمة 8 مليارات يورو لدعم صناعة السيارات التي قال الرئيس إيمانويل ماكرون إنه يأمل في أن تساعد البلاد على جعلها رائدة أوروبا في تصنيع السيارات الكهربائية.
والأربعاء، أعلنت "رينو" و"نيسان" و"ميتسوبيشي موتورز" لصناعة السيارات أنها ستشترك في تطوير وإنتاج "حوالى خمسين في المئة" من آلياتها بحلول 2025 لتحسين مردود الشركات الثلاث.
وحتى قبل الجائحة، كانت "رينو" تعاني من رحيل مديرها التنفيذي كارلوس غصن الذي تم توقيفه في اليابان في العام 2018 بسبب اتهامه بسوء سلوك مالي، قبل أن يظهر في لبنان.