علامة فارقة شكّلتها سفينة "مافي مرمرة" في تاريخ حركة التضامن الدولي مع قطاع غزة المحاصر إسرائيلياً لأكثر من 13 عاماً على التوالي.
بهذا التوصيف، استذكرت لجنة شعبية فلسطينية، الذكرى السنوية العاشرة للهجوم الإسرائيلي على سفينة "مافي مرمرة" الذي أسفر عن استشهاد 10 متضامنين أتراك.
ويقول جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة حصار غزة (غير حكومية)، إن هذا الأسطول كان "علامة فارقة في واقع الحصار، وفي طريقة تعاطي المجتمع الدولي، مع حركة التضامن مع غزة وزيادة وتيرته".
ويوضح "الخضري" في حوار مع الأناضول، أن هذا الأسطول هو الأول من نوعه من حيث الحجم وأعداد المتضامنين على متنه، والذي حاول الوصول إلى القطاع المحاصر.
ويتابع: "سبقته عدد من السفن التضامنية حاولت هي أيضا الوصول إلى قطاع غزة، لكنّه كان الأكبر والأكثر من حيث عدد المتضامنين".
ويوافق، الأحد 31 مايو/أيار، الذكرى السنوية العاشرة، لشن إسرائيل هجوماً على سفينة "مافي مرمرة"، ضمن أسطول مساعدات عُرف باسم "أسطول الحرية"، أسفر عن استشهاد 10 متضامنين أتراك.
وأقلّت السفينة على متنها نحو 750 ناشطا حقوقيا وسياسيا من 37 دولة؛ أبرزها تركيا، كما حملت مساعدات إنسانية لإغاثة المحاصرين بغزة.
وسعت السفينة لتحقيق هدف أساسي وهو "كسر الحصار الإسرائيلي البري والبحري، عن قطاع غزة".
ويذكر الخضري أن الهجوم الإسرائيلي على "مافي مرمرة" شكّل "صدمة للفلسطينيين الذين عاشوا آنذاك لحظات صعبة وهم يتابعون أولا بأول ما كان يجري على متن السفينة من اعتداء".
وعلى الرغم من إعاقة وصول "مافي مرمرة" إلى غزة، ووقوع شهداء في صفوف المتضامنين، إلا أن رسالتهم الإنسانية لسكان القطاع وصلت، على حدّ قوله.
وثمّن الخضري تمسّك المتضامين على متن "مافي مرمرة" برسالتهم، رغم الاعتداء الذي تعرضوا له من البحرية الإسرائيلية، قائلاً: "الشهداء الأتراك ضحّوا بأنفسهم من أجل أن يحيا غيرهم، لم تذهب دماءهم وجهودهم هدرا".
ويبيّن أن الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في غزة قبل هذه الجريمة كانت كارثية ومنهارة، لافتا إلى أن "مافي مرمرة" شكّلت عامل ضغط على الاحتلال الإسرائيلي للتخفيف الجزئي عن القطاع.
ويوضح أن الوضع في قطاع غزة ما زال صعبا ويحتاج إلى المزيد من "حالة التضامن"، داعيا إلى العمل ضمن أفكار وأساليب جديدة.
ويطالب الخضري المجتمع الدولي بالوقوف على هذه الجريمة (اقتحام السفينة) و"النظر بكلتا عينيه إليها ومعاقبة الاحتلال".
ويستكمل قائلاً: "الجريمة واضحة، فهناك اعتداء على مواطنين آمنين في المياه الدولية".
كما دعا المجتمع الدولي إلى ضرورة العمل على "إنهاء الحصار عن غزة".
وتفرض إسرائيل حصارا على سكان غزة، البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، منذ فوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية، في يناير/ كانون الثاني 2006، وشدّدته في العام التالي، إثر سيطرة الحركة على القطاع.
المصدر: الأناضول