قائمة الموقع

الى الزميل الصحفي إياد حمد

2020-06-02T10:21:00+03:00
بقلم الصحفي نواف العامر /نابلس

لم اتشرف يوما بالجلوس إليك ، وذلك لا يضيرك ، وقتك لم يسمح وما زلت انتظر الإذن بالدخول الى مدرستك العريقة كي أحظى بصورة معك ، لذلك فصلوك من عملك لإن الاقزام لا تدرك قيمة العمالقة وقاماتهم وقممهم ولا هاماتهم وهمتهم .
اخي إياد ....
قطعا من يرصدك هو من يدرك نوع السلاح الكاميرا التي كنت تمتشق ، وتحشوها بذخيرة الحقيقة ، وكل الحقيقة للجماهير ، لم يدرك هؤلاء الحمقى مبغضي حقنا ورايتنا وروايتنا كيف هي حياة التوأمة بينك وبين سلاحك الجامد البارد الكاميرا ، تبعث الحياة فيها زهاء عقدين من الزمن .
لم ترتعش ذراعك ولا العدسة يوما ولا لوم عليك إن فعلت لأن الجبال ترتعش قلوبها من هول ما كنت تلاحق من صيد ثمين ، ترسمه على وجه العدسة ، الشريط ، الذاكرة ، حياتنا ، آهاتنا ، دمنا على ابوابهم ، أعتابهم ، يلون خبزهم .
شعر رأسك الذي ذهب بعيدا في الوديان والتلال والغاز المدمع والرصاص المغلف ورشقات الموت ، لم يذهب هباء ، ضرب جذره عميقا في كل تجوال ليقول لهم : أنا صوت الحقيقة هنا وسوطها ، صوت يجلجل في وجه قراراتكم، وسوط يلسع ظهر الوشاة .
اخي إياد يا رعاك الله ....
رسالة الوداع التي كتبتها بحروف المعاناة، وذرات الغازات الملونة ، وخوض الوحل بأنواعه ، كانت مؤلمة، وصرخة تضع سيرتك لوحة فينا ، وصورتك تطيل النظر إلى الجرمق يرمقك بنظراته فيحني قمته خجلا في حضرة قامتك السامقة .
لا أخفيك ان سطورك ألهبتنا ، لكنها تجلد النفر الذي يملك ان يقول لكنه ينضم لقائمة هو سيد الخرسان فيها ، تصفع كل من يملك ان يفتح الابواب على مصراعيها لك فيوصدها وكأن الأمر لا يعنيه ، تمسك الذين يمشون بالوشايات من آذانهم الكبيرة الصحون اللاقطة لتقطع عنها البث .
اخي إياد ...
رسالتك حملت من المصطلحات ما لم يعتاد عليها من وضع السياسات التحريرية في وكالة تنحاز للقاتل وتبريء دمويته وعنصريته وفظاعته ، وكالات ندرك أنها غريبة كما المحتل ، وسوداء كما الشريط الذي أصابه العطب .
واخيرا لو كانت مؤسساتنا تملك قرارها لإحتضنتك وشرعت الابواب أمام قامتك وتجربتك الطويلة الغنية ، لكن الجبناء لا يصنعون الامجاد وبينهم وبين صناعة الأمل ما بين السماء والأرض ، ومن ذاق عرف ، وتقبل تحياتي

اخبار ذات صلة