يعيش اللاعب الفلسطيني أزمة كبيرة بسبب ممارسات الاحتلال (الإسرائيلي) من جهة، وتفشي فيروس "كورونا" الذي شكّل عبئا جديدا عليه من جهة أخرى، بسبب توقف النشاطات الرياضية، وعدم قدرته على نيل مستحقاته المالية، التي لم يحصل عليها منذ شهر فبراير.
ودفع هذا الأمر الكثير من اللاعبين خلال الفترة الأخيرة, للتفكير في حل الهجرة أو العودة إلى عملهم السابق، ليجدوا حياة أفضل.
ورغم الوعود التي تلقتها إدارات الأندية من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، حول إيجاد طريقة مناسبة لحل مشكلة الرواتب المستحقة لجميع اللاعبين، لكن الأمور ما زالت على حالها.
ديون كبيرة
المشرف الرياضي لنادي مركز بلاطة إبراهيم صقر، ذكر أن هناك مشكلة مالية صعبة تواجه الفريق، بسبب فيروس "كورونا"، مشيرا إلى وجود ديون كبيرة على النادي، بسبب المستحقات الشهرية التي تصل إلى 52 ألف دولار أميركي شهريا.
وذكر صقر في حديثه لوسائل الإعلام المحلية، أن الضائقة المالية باتت تهدد جميع الأندية الفلسطينية, بسبب توقف دعم المؤسسات عن تقديم المساعدة، نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد في الفترة الماضية.
ويتصدر مركز بلاطة ترتيب دوري المحترفين بالضفة المحتلة برصيد 42 نقطة, بفارق 7 نقاط أمام ملاحقه المباشر شباب الأمعري, وبات بحاجة للفوز في مباراة واحدة لتحقيق اللقب.
التفكير بالهجرة
ونتيجة للعبء الجديد على اللاعبين الفلسطينيين، بات كُثر منهم يُفكرون بشكل جدي بالبحث عن مستقبل أفضل من خلال الهجرة، أو العودة إلى مهنتهم الأساسية قبل احترافهم كرة القدم، حتى يستطيعوا توفير الحياة الكريمة لهم ولعائلاتهم في ظل الأزمة الاقتصادية الكبيرة، التي قد يجدون أنفسهم بسببها في وضع حرج للغاية.
ولعل أبرز قصص الهجرة التي حدثت في الملاعب الفلسطينية قبل عدة سنوات، عندما سافر النجم أنس الحلو لاعب المنتخب الأولمبي ونادي غزة الرياضي السابق، إلى ألمانيا لإجراء عملية جراحية بالرباط الصليبي، لكنه قرر البقاء وترك عالم "الساحرة المستديرة" بشكل نهائي، ومثله فعل المدافع محمد كحيل، الذي هاجر إلى بلجيكا, ويلعب هناك مع فريق RAAL La Louvière"".
المهنة الأساسية
وبعيدا عن الهجرة، يظهر خيار عودة اللاعب الفلسطيني إلى مهنته الأساسية، قبل احترافه كرة القدم، أمرا واردا نتيجة الظروف المعيشية الصعبة، لأن استمرار الوضع الاقتصادي الكارثي، سيجعله مرُغما على إيجاد الحلول والبدائل، مثلما فعل المدافع السابق لنادي شباب جباليا أحمد أبو طبنجة، الذي ترك "الساحرة المستديرة"، وتوجه للعمل في الضفة المحتلة.
ولم تكن أزمة اللاعب الفلسطيني في بلاده فحسب، بل امتدت إلى الموجودين في دول اللجوء، وعلى رأسها لبنان، إذ إنهم يعانون فيها من وضع اقتصادي صعب للغاية، شكّل ضائقة مالية للعديد منهم، بعد توقف المنافسات المحلية بسبب فيروس كورونا الجديد.
معاناة اللاجئين
وطالب اللاعب اللبناني السابق صاحب الجذور الفلسطينية جمال الخطيب، بإعطاء فرصة أكبر للاعب الفلسطيني في الفترة المقبلة، من خلال رفع عدد الذين يمكنهم المشاركة في دوري الدرجتين الأولى والثانية إلى ثلاثة.
ولا يسمح القانون في الوقت الحالي بوجود أكثر من لاعب فلسطيني على أرضية الملعب ضمن الفريق الواحد، وهو أمر يأمل الخطيب تغييره ورفع العدد، خاصة أن الوضع الاقتصادي قد يحتّم على العديد من الأندية اللبنانية عدم التعاقد مع لاعبين أجانب، إذ يتقاضى هؤلاء رواتبهم بالدولار المفقود من البلد حاليا في ظل أزمة المصارف وارتفاع سعر صرفه مقابل الليرة اللبنانية.
أما محمد لوباني النائب الثاني لرئيس الاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي بالشتات، فاعتبر أن اللاعب الفلسطيني في لبنان يعاني كثيرا حتى يفرض نفسه بدوري الدرجة الأولى.
وظهر سبعة لاعبين فلسطينيين فقط في المسابقة المحلية خلال المواسم العشرة الماضية، وهم وسيم عبد الهادي، وإبراهيم سويدان، ومحمد أبو عتيق، ومحمد قاسم، وبسام مرزوق، وأحمد ياسين، ومصطفى حلاق.
وأوضح لوباني أن هناك بطولة واحدة فقط في لبنان تجمع الأندية الفلسطينية، في منطقة الشمال، وتدعى "أبو علي مصطفى"، تساهم بتسويق اللاعب الفلسطيني بمخيمات اللجوء، لكنها غير كافية بسبب تدني الحوافز المالية، بالإضافة إلى عدم وجود رواتب تكفي أي لاعب.
ويبقى خيار الاحتراف بالدوريات العربية الكبيرة أو العالمية, أمرا بعيد المنال عن اللاعب الفلسطيني في الوقت الحالي، بسبب عدم وجود الاستمرارية باللعب مع ناديه أو منتخب بلاده، وغياب الكشافين عن المواهب الكثيرة والكبيرة في الأراضي المحتلة أو في دول اللجوء المجاورة، نتيجة سوء التخطيط الذي تعاني منه الكرة الفلسطينية في الأعوام الماضية.