ماريا 2000 شيكل، بيان 2000 شيكل، راغب 1800 شيكل، همام 1400 شيكل، عبد الرحمن 1600 شيكل، عمر 1200 شيكل، كتبت هذه الأرقام على ظرف أبيض فارغ، يحوي أموالا لستة أطفال.
والحقيقة أنه لم يكن فارغا حتى ليلة الأمس، لقد كان يحوي ادخارا طويلا لأطفال أعمارهم ما بين الاثني عشر والثلاث سنوات، ادخار سنوات طويلة لمصروفهم اليومي، وفي رأس كل منهم حلم يريد تحقيقه بماله الخاص.
بالأمس دخل جنود الاحتلال إلى منزل الأسير المقدسي المحرر ماجد أبو الراغب وعاثوا في أركانه فسادا كعادتهم، خراب وتكسير في أرجاء المنزل، ثم نهب لأي مال تطاله أيديهم، وهذه المرة كان مال الأطفال الستة هو هدفهم.
يقول والدهم في مكالمة معه إن أحلاما كثيرة كانت تراود أطفاله من هذا المال الذي إدخروه من عيدياتهم بعد اقتحام المنزل تحت حجة " منع الأسرى من تلقي أموال من السلطة الفلسطينية"!
ويضيف أبو الراغب: بسبب لأني أسير سابق، ولا يحق لي من وجهة نظرهم أن أتلقي أموال ولديهم قرار بمصادرة أي ممتلكات داخل المنزل تعادل أي قيمة ماليه، وهذا الاجراء المتبع من قبل المحتل منذ فرضت (إسرائيل) قيودا على أموال السلطة المقدمة الى الأسرى.
فتش الجنود البيت وقلبوه رأسا على عقب وصادروا أموال بقيمة 8400 شيكل وهو ظرف يحوي أحلام الأطفال وما جمعوه خلال سنوات، حيث يذكر الأب كيف كان ابنه راغب يحلم بشراء موبايل" أي فون" بينما تخطت أحلام همام حتى تمنى أن يجمع ثمن سيارة بينما كان عمر يحلم بلعبة الكترونية غالية الثمن.
أحلام هؤلاء الأطفال لم تكن الأولى التي تصادر، فهذه الاقتحامات يقوم بها الاحتلال يوميا لمنازل الأسرى المحررين وغير المحررين وتصادر أي أموال تجدها في طريقهم.
ويذكر أـن الأسير ماجد أبو الراغب لم يتلقى يوما راتبا من السلطة رغم أنه أسير سابق لستة أعوام، ورغم ذلك يتعرض منزله للاقتحام وأمواله للمصادرة وتفرض عليه حياة لا يقوى على عيشها لخصوصية وصعوبة الحياة في مدينة القدس لما يفرضه الاحتلال من ضرائب على السكان، وما يقوم به من هدم المنازل وغلاء المعيشة، ما ضاعف مأساة المقدسيين هناك حتى باتت الحياة لا تطاق.
ويقول عم الأطفال بيان أبو الراغب معقبا على لحظات الخوف التي عايشها الأطفال ليلة الاقتحام: " شو ذنبه الطفل ينحرم من حلمه، وتنسرق منه تحويشة عمره، ذنبه انه هو ابن القدس، وعايش في القدس، وبيحلم يحقق حلمه في القدس "
وتعقيبا على ذلك يقول رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب إن قوات الاحتلال تعمد إلى مصادرة أي أموال تجدها في منازل الأسرى بعد اقتحامها، وتفتيشها لهذا الغرض.
ولفت إلى أن نيفتالي " وزير القدس في حكومة الاحتلال" لم يتوانى للحظة عن إصدار أية قرارات لاستنزاف المقدسيين وزيادة أعباء الحياة عليهم وهو لا يتوانى أبدا في محاربتهم حتى لو كان ذلك في مصادرة عيدية أطفالهم .