يستضيف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الخميس قمة عالمية بشأن اللقاحات لمساعدة البلدان الأشد فقرا، ومن جانب آخر نشب توتر بين إيطاليا وجاراتها حول تقييد حركة الإيطاليين إلى الجيران بسبب وباء كورونا، كما ورد أن أميركا اللاتينية تشهد استمرارا لتفشي الوباء.
ويجتمع في بريطانيا اليوم ممثلو أكثر من 50 دولة بينهم 35 رئيسا ورئيس وزراء يستضيفهم جونسون عبر الواقع الافتراضي في لندن لجمع تبرعات للتحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي) وهو شراكة صحية عالمية تضم القطاعين العام والخاص.
وقال جونسون في بيان "مثلما أن المملكة المتحدة هي أكبر مانح للجهود الدولية للتوصل إلى لقاح لفيروس كورونا، سنظل أكبر مانح في العالم لجافي، حيث سنقدم 1.65 مليار جنيه خلال السنوات الخمس القادمة".
وتهدف القمة لجمع 7.4 مليارات دولار على الأقل لتحالف جافي لتطعيم 300 مليون طفل آخرين في الدول الأشد فقرا بحلول 2025 ضد أمراض مثل شلل الأطفال والدفتريا والحصبة.
توتر بين إيطاليا وجيرانها
من جهة أخرى انتقد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي خلال مؤتمر صحفي أمس قرارات للنمسا واليونان بتقييد دخول الإيطاليين للبلدين خوفا من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) قائلا إن هناك بعض الدول التي تعتقد أنها يجب أن تتخذ إجراءات تجاه البلدان ذات المستويات العالية لتفشي العدوى، ولكن لا يوجد هناك أي أساس لاتخاذ إجراءات تمييزية ضد إيطاليا.
وأردف كونتي قائلا إن وزراء بحكومته يعملون على تفادي القرارات التمييزية التي اعتبرها غير مقبولة. وتابع "لا أريد أن ندفع ثمن العمل العظيم من الشفافية والإجراءات الوقائية التي تبنيناها" وخلص إلى القول "أنا متأكد أننا سنقنع أصدقاءنا بأن مثل هذه المبادرات لا يمكن تبريرها".
من جانبه، قال وزير الخارجية والتعاون الدولي "المبادرات الفردية تنتهك الروح الجماعية وتضر بأوروبا والسوق الموحدة".
ورفعت إيطاليا الأربعاء رسميا قيود التنقل داخليا بين الأقاليم حيث فتحت 23 مطارا في أنحاء متفرقة من البلاد أبوابها للمسافرين وارتفع عدد الرحلات بالقطارات، وخارجيا مع بلدان الاتحاد الأوروبي في إطار تخفيف التدابير المتخذة للحد من تفشي كورونا.
استمرار التفشي بأميركا اللاتينية
ويواصل فيروس كورونا المستجد انتشاره في أميركا اللاتينية وفي مقدمتها البرازيل التي سجلت حصيلة قياسية جديدة من الوفيات الأربعاء، خلافا لأوروبا حيث بدأت الحدود تفتح مجددا كما سيحصل في النمسا اليوم.
وحذر حاكم ولاية باهيا البرازيلية روي كوستا من أنه اذا لم يتم التحرك بسرعة فقد يشهد الطلب على الأسرّة في العناية المركزية ارتفاعا كبيرا لا يمكن تلبيته.
وفي تشيلي، الدولة الأخرى المتضررة كثيرا من الوباء، قررت السلطات تمديد إجراءات العزل في العاصمة سانتياغو لأسبوع رابع. وفي المقابل ستعمد الإكوادور لتخفيف القيود المفروضة في العاصمة كيتو.
أوروبا
وفي أوروبا أيضا تعود الحياة تدريجيا لطبيعتها. وتقوم النمسا اليوم بفتح حدودها باستثناء الجانب الإيطالي منها. وتعتزم ألمانيا وبلجيكا القيام بذلك في 15 من الشهر الجاري. ومن جهتها أعلنت هولندا تخفيف تحذير السفر لعدة دول أوروبية اعتبارا من 15 يونيو/حزيران.
الصين وكوريا الجنوبية
وفي الصين أعلنت لجنة الصحة الوطنية اليوم أن البر الرئيسي الصيني سجل حالة واحدة وافدة جديدة مصابة بمقاطعة جوانغدونغ أمس دون تسجيل حالات عدوى محلية بالفيروس، ولم يتم الإبلاغ عن حالات وفاة جديدة.
وحتى يوم أمس، سجلت الصين 83 ألفا و22 إصابة مؤكدة بالفيروس، من بينها 69 حالة لا تزال تخضع للعلاج، وتعافت 78 ألفا و319 حالة، في حين بلغ مجموع حالات الوفاة 4634 حالة.
وعلى صعيد متصل، أعلنت برلين أمس أن القمة المقرر عقدها في سبتمبر/أيلول المقبل بين الاتحاد الأوروبي والصين في ألمانيا سيتم إرجاؤها بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد، وهي قمة كان يفترض مبدئيا أن تعقد في ألمانيا التي تتولى الرئاسة نصف السنوية لاجتماعات الاتحاد الأوروبي.
وكان مقررا أن تعقد هذه القمة في يوليو/تموز المقبل ولكنها تأجلت. وكان القمة المنتظرة تطوير شراكة إستراتيجية جديدة عام 2020 وخصوصا تشجيع مزيد من التبادل الحر بين المنطقتين.
ومن أهم القضايا التي تثير توترا بين الاتحاد الأوروبي والصين خصوصا تطوير شبكة الجيل الخامس (جي 5) للاتصالات في أوروبا الذي يثير اهتمام بكين.
وتنشط مجموعة هواوي الصينية العملاقة في هذا القطاع، لكن واشنطن تعترض طريق طموحاتها وتسعى إلى دفع الاتحاد الأوروبي إلى منعها مشيرة إلى مخاطر عمليات تجسس لحساب بكين.
ومن جانب آخر أعلنت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في كوريا الجنوبية اليوم أن عدد المصابين بالفيروس قد ارتفع إلى 11 ألفا و627 شخصا، حتى منتصف ليلة أمس. واستقر عدد الوفيات الإجمالي عند 273 بدون تسجيل أي حالة وفاة جديدة من المرض. وزاد عدد المتعافين بمقدار 32 شخصا إلى 10 آلاف و499 شخصا، وبلغ عدد المرضى الخاضعين للعلاج 857 شخصا بزيادة 7 أشخاص.
وفي أفريقيا، شهدت السنغال الأربعاء تدخلا من قوات الجيش والشرطة ضد احتجاجات مستمرة منذ يومين في عدد من المدن، من بينها العاصمة دكار للمطالبة برفع حظر التجوال الجزئي المفروض بسبب فيروس كورونا.
وتفرض السلطات حظرا جزئيا للتجوال بين التاسعة مساء والخامسة صباحا كل يوم، ضمن التدابير الاحترازية المعمول بها للحيلولة دون تفشي فيروس كورونا المستجد.
وعمد المحتجون إلى وضع الحواجز بالشوارع، وحرق إطارات السيارات، ولما تدخلت قوات الشرطة، ردوا بإلقاء الحجارة على سيارات الأمن.
وطالب الرئيس ماكي سال المحتجين بالالتزام بالتدابير المتخذة لمواجهة كورونا، والمكث في منازلهم.
وبحسب آخر بيانات رسمية فإن السنغال بها 1823 إصابة مؤكدة بالفيروس، فضلا عن تعافي 2063 شخصا، و45 حالة وفاة.
المصدر : الجزيرة + وكالات + وكالات