دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، إلى بناء استراتيجية وطنية متكاملة لمواجهة الأخطار والتحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية.
وفي مداخلة له مساء الخميس في الندوة السياسية الإلكترونية: من النكبة إلى النكسة.. العودة القرار والخيار، دعا هنية في أولى عناصر استراتيجيته، إلى الاتفاق على برنامج وطني متوافق عليه خارج اتفاقية أوسلو، وإنهاء العمل نهائيًا باتفاقية أوسلو وملحقاتها الأمنية والاقتصادية.
وطالب في العنصر الثاني من الاستراتيجية بالعمل على إطلاق مشروع المقاومة الشاملة ضد الاحتلال الصهيوني، المقاومة الشعبية والجماهيرية والإعلامية والسياسية والاقتصادية، وعلى رأسها المقاومة المسلحة.
وأكد هنية أن العنصر الثالث يتمثل في الاتفاق على إعادة بناء منظمة التحرير لتضم كل الفصائل الوطنية والإسلامية، ولتشكل القيادة الناظمة للشعب الفلسطيني، لأن المنظمة بوضعها الحالي ومسارها الحالي شبه معطلة، ولا يمكن أن نعتبر جسم المنظمة بعافية ما دامت هي بهذا الوضع.
وأردف أننا لا ندعو إلى إيجاد بديل للمنظمة، لكن لا نقبل استمرار اختطاف منظمة التحرير تحت عنوان الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وشدد على أن العنصر الرابع يتمثل في بناء كتلة إقليمية ببعدها العربي والاسلامي تشكل شبكة أمان للموقف الفلسطيني القائم على التمسك بالثوابت.
وأكد هنية أنه لا نتناول النكبة من مفهوم البكائية ولا اجترار المآسي والآلام التي خلفتها النكبة والنكسة، لأن هذا أصبح معدومًا، والتاريخ شاهد على جرائم الكيان الصهيوني تجاه القدس والمسجد الأقصى.
وأضاف أننا نتناول الموضوع من موضع الالتزام بقضيتنا والتمسك بثوابتها، وأن نتلمس خارطة طريق يمكن أن نتفق عليها فلسطينيًا، وبشبكة أمان عربية وإسلامية لمواجهة الأخطار التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.
3 مشتركات مع الأردن
وأكد هنية أنه في ظل التحديات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، هناك 3 مشتركات بيننا وبين الأردن، لافتًا إلى أن المشترك الأول يتمثل في أن تداعيات النكبة والنكسة التي عانت منها فلسطين كان لها تداعياتها وآثار على الأردن الشقيق.
وأشار إلى أن المشترك الثاني هو أن التهديدات الاستراتيجية التي تمر بها القضية الفلسطينية هي التهديدات الاستراتيجية ذاتها التي تعيشها المملكة الأردنية الهاشمية.
وبين أن المشترك الثالث يتمثل في الموقف الثابت فلسطينيًا وأردنيًا وعربيًا التي ترفض صفقة القرن وخطة التوطين والتنازل عن الحقوق الوطنية الفلسطينية.
وأكد هنية أن خطة الضم الصهيونية تهدد الأردن كما تهدد فلسطين والعديد من دول الجوار لفلسطين، مضيفًا: لكن الأردن في عين العاصفة كما هي القضية الفلسطينية.
ولفت إلى أننا نتحدث عن مشروع صهيوني مدعوم أمريكيًا قائم على نظرية بائسة وهي التوطين والوطن البديل والقدس عاصمة موحدة للكيان.
وأضاف: أدرك الأهمية القصوى للتنسيق الفلسطيني والعربي والإسلامي، خاصة مع الأردن في هذه المرحلة لاتخاذ القرارات العملاقة لمواجهة هذه الصفقة والخطر الحقيقي.
وأكد هنية أن الموضوع بحاجة إلى رسم استراتيجية متكاملة مركزها الشعب الفلسطيني في الأساس، والفصائل الفلسطينية العامل الأهم في مواجهة هذا الخطر.
ولفت إلى أن التهديدات الاستراتيجية التي تمر بها القضية الفلسطينية هي التهديدات الاستراتيجية ذاتها التي تعيشها المملكة الأردنية الهاشمية.
مشروع المقاومة
وأكد هنية أن مشروع المقاومة على مستوى فلسطين والمنطقة هو الذي حقق الإنجازات وليس مشروع التطبيع، مضيفا لا يمكن لشعب أن يتحرر من الاحتلال إلا إذا رفع البندقية في وجه المحتل وطرده من أرضه ووطنه.
وشدد هنية على أن شعبنا صامد رغم النكبة، وقادر على المواجهة والانتفاضة، ويفجر من واقع اليأس والإحباط الأمل، مضيفًا أننا ببرنامج المقاومة استطعنا تحقيق العديد من الإنجازات على طريق التحرير والعودة.
وأكد هنية على أن خطر صفقة القرن التي أعلنتها الادارة الأمريكية يمتد باتجاه القضية الفلسطينية واتجاه المنطقة، لأنها تسعى إلى ترتيب المنطقة بما يتلاءم مع تحقيق سيادية صهيونية على هذه الأرض.
ودعا إلى خفض حدة التوتر الموجود بين مكونات الأمة، وإزالة الأوضاع التي سادت خلال الفترة الماضية من أجل التفرغ لقضيتنا المركزية قضية القدس وفلسطين.