ثلاثة وخمسون عامًا مرت على احتلال مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، وما زالت المدينة المقدسة تقف صامدة وحدها أمام حراب الاحتلال وعنصريته وعنجهيته.
وتأتي ذكرى احتلال مدينة القدس، وقد أطلق الاحتلال يديه يبطش بالمدينة وأهلها، يهدم بيوتها بتسارع كبير، ويبعد العشرات عن الأقصى، ويعتقل المئات من شبابها، ويصادق على مخططات استيطانية ضخمة لتهويد المدينة المقدسة يسارع الخطى في تنفيذها.
تواجه مؤامرات الاحتلال
القيادي في حركة "حماس" وصفي قبها قال: منذ أكثر من 53 عامًا وما زالت القدس تئن تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، وتتعرض لأبشع صور وأشكال التهويد، وكل ذلك تحت مرأى ومسمع العالم أجمع، وفي ظل ضعف وعجز عربي وإسلامي.
وأكد قبها على أن الاحتلال يضرب عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق والقرارات الدولية، التي تؤكد على أن القدس مدينة محتلة لا يجوز المساس بها.
وبيّن قبها أن الذكرى الـ53 الأليمة تأتي هذا العام، في ظل هرولة عربية خليجية نحو التطبيع مع الاحتلال، وقد تراجعت المواقف إلى ما دون العجز؛ حتى بلغت حد الاستسلام والرضوخ والتماهي مع الاحتلال.
وأشار القيادي قبها إلى أن مؤامرة كبرى يحاول الاحتلال تمريرها، ممثلة بسياسات الضم الجديدة التي تسرق الأرض وتبتلعها، ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية وبمباركة حكومية خليجية، وقال: "قد ذاب الثلج وبان المرج وتكشفت الحقائق بأن القضية الفلسطينية عامة والقدس على وجه التحديد ما كانت في صلب اهتمامات هذه الحكومات ولا حتى ذات أهمية لديها.
وأضاف: "إن بعض الحكومات العربية والاسلامية قد كشرت عن أنيابها، وأعلنت عداءها للشعب الفلسطيني، وتماهت مع الاحتلال في تجريم وتشويه المقاومة الفلسطينية التي تدافع عن كرامة الأمة، وهي رأس الحربة التي تُدافع عن القدس بوابة الأرض إلى السماء وعن مسرى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين".
وشدد قبها على أن المسجد الأقصى "يُمثل عقيدةً وقرآناً يُتلي في نفوس المسلمين، وأنه عقيدة كل مسلم يؤمن بالله وكتبه ورسله، الأمر الذي يستوجب إحداث نهضة فكرية وثقافة توعوية من أجل رفع لواء التحرير".
صامدة بمرابطيها
وبدوره يرى النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني فتحي القرعاوي، أن سياسة الاحتلال في تفريغ المسجد الأقصى وإبعاد المرابطين وخاصة المرابطات عن الأقصى إنما يرتبط بشكل مباشر بخطة الضم وتهويد القدس، وتفريغ المدينة من سكانها.
وأشار القرعاوي إلى أن "كل ما يقوم به الاحتلال من خطوات تجاه الفلسطينيين بشكل عام، والمساجد والمؤسسات بشكل خاص، وآخرها ما قام به بحق المسجد الأقصى، حيث تم إغلاقه لفترة طويلة لم يكن بريئا".
وأشاد النائب القرعاوي برباط المقدسيين، وثباتهم في القدس وعدم خروجهم منها، رغم الضغوطات، إلى جانب رباطهم أمام أبواب المسجد الأقصى ودفاعهم عنه والحيلولة دون تقسيمه أو فرض سياسة الأمر الواقع.
وأكد القرعاوي على أن رباط المقدسيين وجهادهم هو خط المواجهة الأول مع الاحتلال، وهم في ذلك يمثلون الأمة التي لا تستطيع أن تصل إلى هذا الموقع المتقدم والمكان الشريف.
وأضاف القرعاوي: "أما الذين عجزوا عن الوصول للقدس والأقصى بسبب إجراءات الاحتلال، فلهم أجر النية، ومطلوب منهم إبقاء قضية القدس والأقصى حية في كل مكان ومن على كل منبر، وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وليكن حديث الأسر في البيوت، ليبقى الأقصى حيا في قلب كل مسلم على وجه الأرض".