نشرت صحيفة الاندبندت البريطانية مقالا جديدا للكاتب البريطاني روبرت فيسك حول مآلات العلاقة بين إسرائيل والفلسطينيين بعد إعلان خطة الضم الإسرائيلية في الضفة الغربية والأغوار.
ويعتبر فيسك أن الرئيس أبو مازن غير قلق بما يجري على الأرض من قبل إسرائيل، وهو خلاف ما يظهر في خطاباته المتكررة أنه يحارب مشروع قضم الأرض ومصادرتها، لأنه يعلم أن من جاء بحكمه هي إسرائيل بعد تخلصها من الراحل ياسر عرفات.
ويضيف فيسك أن أبو مازن لن يفعلها بوقف التنسيق الأمني، بل يعمل على إعادة إنتاجه وجعل صيغته مقبولة للحفاظ على ديمومته، وأن ما يثار من معلومات حول قطع العلاقة مع إسرائيل مصدرها ماكنات الدعاية التابعة للسلطة، إذ تعمل بطريقة الأنظمة المستبدة المهترئة لتكريس سيطرتها على السكان وخداعهم لتجميل خطواتها وتعظيمها وإعطاءها صبغة وطنية مغشوشة، عبر اللعب بالمصطلحات والعبارات المضللة لشعبها.
ويرى فيسك أن السلطة الفلسطينية غير جادة في معاقبة إسرائيل جراء قرار الضم، ولو معنية بذلك فكان لديها أحداث ومناسبات جسام مثل قرار نقل السفارة الأمريكية في القدس أو "وعد ترامب" كما تسميه النخب الفلسطينية، بل تحاول - السلطة- إقناع شعبها أنها تفعل شئ ضمن مجهوداتها لتحسين صورتها التي لم تتغير منذ نجاح حركة حماس في الانتخابات التشريعية الأخيرة قبل ما يقارب 13عام، ثم تلاها وقوع أول هجوم حربي إسرائيلي ضاري على غزة في شتاء 2008، بعد أن ثبت أن أجهزة أمن السلطة مررت معلومات لإسرائيل لضرب غزة، بالإضافة لسحب تقرير جولدستن الذي يدين إسرائيل بارتكابها جرائم حرب فظيعة بغزة.
ويختتم فيسك مقالته، أن تحرك شعبي داخلي يسقط السلطة قائم وبشدة، وأن سلوك قيادة السلطة يهدف فقط إلى تأجيل هذا التحرك وإبعاد وصول موجاته المتواصلة كان آخرها تلك التي جرت وسط مايو الماضي من هذا العام نتيجة سياسة الطوارئ التي تفرضها حكومة محمد اشتية لمواجهة تداعيات جائحة كورونا.
هذا وتلفت الصحيفة إلى أن فيسك توقع في مقال سبق نشرته حدوث تحرك شعبي في الضفة الغربية يعمل على إنهيار السلطة بفعل فسادها وسياساتها البوليسية، وعدم تقدمها في الملفات الوطنية والسياسية.