تسارع قوات الاحتلال الخطى تجاه العمل على ضم الضفة المحتلة مع اقتراب الموعد المزمع في الأول من يوليو المقبل، مع تحذيرات (إسرائيلية) بإمكانية اندلاع مواجهات عارمة بالأراضي المحتلة.
محللون استبعدوا الوصول لانتفاضة فلسطينية ثالثة مع احتمال وجود مواجهات محدودة، في إشارة إلى ضعف أثر الفعل الفلسطيني سياسيا وشعبيا، نتاج ظروف المرحلة التي تعيشها السلطة.
وفي السياق قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الستار قاسم إن الموقف الفلسطيني ضعيف جداً تجاه العمل الدفاعي لأن الكل مشغول بقضاياه الشخصية بعيداً عن القضية الوطنية.
وأضاف قاسم: ردة الفعل الفلسطينية على إعلان ترمب لصفقة القرن ونقل السفارة الأمريكية كانت مخزية.
من جانبه اعتبر استاذ العلوم السياسية الدكتور ناجي شراب أنه ليس من مصلحة السلطة الذهاب لانتفاضة ثالثة قد تحول الضفة لساحة مواجهات عسكرية تنتهي بسقوط السلطة وعودة الاحتلال (الإسرائيلي).
وأكد شراب أن الانتفاضة ليست الخيار عند الضفة بل ما سيجري فقط تعبيرات سلمية مسيطر عليها.
ويرى أن هناك عدة عوامل لا يمكن تجاهلها في استبعاد اندلاع انتفاضة أهمها الانقسام الفلسطيني، مشيراً إلى أن للسلطة عين على المقاومة المسلحة في الضفة وعين على قضية خطة الضم، موضحا أنه لا يمكن تجاهل البعد الاقتصادي والأوضاع المعيشة لسكان الضفة، منوهاً إلى وجود أكثر من 139 الف عامل داخل (إسرائيل)، لذلك من الصعب اندلاع الانتفاضة.
وفي ذات السياق ذكر المحلل السياسي الدكتور حسام الدجني أنه لو كانت السلطة جادة لتحررت من الاتفاقيات وخلطت الأوراق عندها سيكون هناك فرصة كبيرة لاشتعال الانتفاضة.
وبالنسبة للموقف الفلسطيني والعربي حول خطة الضم (الإسرائيلية) والذي يقتصر على الشجب والاستنكار أكد الدجني أنه لن يحدث شيء كما كان الحال مع اتفاقيات السلام واوسلو وصفقة القرن.
ما سبق عقب عليه الدكتور قاسم قائلا: "عباس" رجل ضعيف ولا يوثق به" وهو ما ظهر بالإعلان الشكلي لوقف التنسيق الأمني، لافتاً إلى أن الرؤساء العرب مستعدون لبيع الأرض والعرض مقابل المال.
في السياق نفسه وصف المحلل حسام الدجني الموقف العربي بالضعيف والهش وهو منشغل بذاته ولا نرى منه سوى بيانات الشجب والإدانة.
وأشار إلى وجود مواقف تحت الطاولة تختلف عما يجري فوقها منوهاً بأن هذا ما يزيد في أزمة القضايا الفلسطينية ويدفع نتنياهو لزيادة قرارات الضم بشكل فعلي.
وبدوره يعتقد شراب أن هناك موقفا عربيا ثانيا يحاول الضغط على (إسرائيل) وأمريكا لتأجيل الضم في هذه المرحلة انتظاراً لما بعد الانتخابات، موضحا أن الدول العربية تواجه أولويات أخرى، مؤكداً أن فلسطين ليست منها مخاطر وتهديدات جديدة وطبيعة العلاقة مع أمريكا تستبعد موقفا عربيا قويا.