من المقرر أن تطلق الولايات المتحدة خلال الصيف الحالي أسراباً تضم الملايين من البعوض المعدل جينياً في مختلف أنحاء البلاد وذلك في إطار عملية نوعية لمكافحة عدد من الأمراض الخطيرة مثل الملاريا.
وبحسب المعلومات التي كشفتها جريدة "الصن" الصادرة في لندن، فإن شركة بريطانية تُدعى "أوكستيك" هي التي قامت بإجراء "الاختراق الجيني" أو "القرصنة الجينية" على هذا البعوض في المختبرات، وذلك من أجل تحويله إلى بعوض مفيد بدلاً من الضار ومن شأنه محاربة بعض الأمراض مثل الملاريا.
وتشير المعلومات إلى أن "البعوض المقرصن" أو الذي تم تعديل جيناته في المختبرات سيقوم بالتزاوج مع البعوض العادي ويؤدي بالتالي إلى تقليل أعداد البعوض الذي ينتشر صيفاً في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، بما يُقلل من انتشار الأمراض التي تنتقل بواسطة هذه الحشرة.
ويقول العلماء والأطباء إن البعوض هو الوسيلة الأساسية لنقل عدد من الأمراض السارية التي تشهد انتشاراً خلال فصل الصيف، مثل مرض الملاريا وحمى الضنك وكذلك مرض يُدعى"زيكا" وينتقل عبر هذه الحشرة.
وتنقل "الصن" عن علماء تحذيرهم من أنه على الرغم من أن هذه التكنولوجيا الواعدة قد نجحت في كافة الاختبارات التي أجريت عليها إلا أنها من الممكن أن تؤدي الى أخطاء مدمرة للحياة البرية.
وكتب مجموعة من العلماء والباحثين الذين شاركوا في ابتكار هذه التكنولوجيا الجديدة إن "هذه الاستراتيجيات تحمل الكثير من الفوائد الكبيرة المحتملة بالنسبة لمئات الملايين من الأشخاص الذين يُعانون من البعوض صيفاً أو يتأثرون بالأمراض التي ينقلها كل عام".
وأضاف الباحثون: "لكننا نشعر بالقلق من أن الرقابة الحكومية الحالية والتقييم العلمي للبعوض المعدل وراثياً لا يضمن انتشارهما بالشكل المطلوب".
وحصلت شركة "أوكستيك" البريطانية على الموافقات اللازمة الشهر الماضي للبدء بــ"استعمال تجريبي" في ولايتي فلوريدا وتكساس، وذلك من قبل وكالة حماية البيئة الأميركية.
وبناء على هذه الموافقات فانه سيتم ابتداء من الصيف المقبل إطلاق أسراب من ملايين البعوض المعدل جينياً وبشكل أسبوعي داخل الولايات المتحدة ولمدة عامين، ضمن مشروع للقضاء على البعوض الضار والأمراض التي ينقلها.