يتحقق الزواج العنيد يوم السبت القادم، والحرية تسبقه اليوم، بينما يروي الأسير أشواقه المؤجلة، حيث الذي اعتقد المحتل أنه سيظل هكذا جائعا ملتاعا إلى لقاء قريب.
فمن المتوقع أن يفرج الاحتلال عن الأسير صلاح حسين اليوم الخميس بعد اعتقال دام خمسة عشر عاما، ثم سيزف الأسير الى زوجته يوم السبت في عرس تأجل لسنوات.
القصة ليست مجرد زواج للأسير المحرر، القصة أن هناك عرابا لهذا الزواج المؤجل، هو طفل أنجبه داخل الأسر، قبل خمس سنوات، وسيكون على بوابة الاستقبال كأول المهنئين بالإفراج عن والده، ثم أول المحتفلين بعرس والديه!
فقد اعتقل صلاح أعزباً، وخطب وتزوج وأنجب عبر النطف المهربة، حيث أعلن عن خطبته عبر سماعات المسجد في بلدته وتم عمل مراسم زفاف وانتقلت زوجته من بيت اهلها الى بيته، فيما تم تهريب نطف، وأعلن عبر سماعات المساجد في قريته ان زوجته ستنجب بعد تهريبه للنطف، وقد أنجبت.
الطفل العنيد الذي أتى قبل خمس سنوات من نطفة مهربة كان حصادا لزواج عنيد مخطط له، زواج وإنجاب دون اجتماع الزوجين تحت سقف بيت الزوجية، لأن الأسير صلاح علي حسين معتقل منذ 2004 وقد كان يحلم بأن يعمر بيت والديه بطفل يكون جزءا من حكايته، جزءا من الحضور والغياب وهذا ما عبرت عنه والدة الأسير وهي تستقبل حفيدها قبل خمس سنوات، وقد كانت تحلم بأن يكون ابنها حرا ليحمل ولده ويربيه ويعمر بيته.
لم يشأ السجان لكن شاءت الأقدار فجاء الطفل، وهو اليوم على أبواب الدخول الى المدرسة.
يذكر أنه ومنذ عام 2012 تمكن الأسرى من نقل عشرات النطف المهربة بهدف الإنجاب، إلا أن الاحتلال كإجراء عقابي يمنع أطفال النطف المهربة من زيارة آبائهم في المعتقلات.
حتى الآن أنجبت زوجات أسرى فلسطينيين 30 طفلاً في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهناك 8 زوجات لأسرى محكومين بالمؤبدات حوامل بفترات مختلفة، وقرابة 60 عينة لأسرى تنوي زوجاتهم الإنجاب مستقبلاً.
ولكن ما أن يولد ابن النطف المهربة حتى يبدأ معاناة جديدة مع عدو يكره الحياة ويتحدى الأسرى، فمثلا ترفض دولة الاحتلال إعطاء هؤلاء الأطفال بطاقة هوية فلسطينية، كما ترفض الاعتراف بشهادات الميلاد وأرقام الهويات التي تخرجها وزارة الداخلية الفلسطينية.
وتمنعهم من زيارة آبائهم في السجن للمضايقة على المعتقلين وتعقد تواصلهم مع الخارج لكون هذه الاجراءات غير قانونية، من وجهة نظر المحتل.
ولكن رغم كل التهديدات، حاول الأسير وزوجته ونجحت المحاولة، ورغم منع الزيارات ها هو سيخرج الخميس القادم ليحتضن ابنه وزوجته للمرة الأولى، ثم يكمل حياة بدأت من داخل المعتقل، رغم أنف السجان، لتنتهي قصة نجاح أبوة سبقت الزواج.