يرتبط مزاج المرء بالأشخاص المحيطين به، فمن الممكن أن يؤثر الاحتكاك بشخص تعيس بشكل سريع على حالتك النفسية، وتنتشر الطاقة السلبية في المكان، وبذلك يتعكر مزاج الشخص السعيد.
ما الذي يمكنك القيام به للحفاظ على طريقة تفكير إيجابية؟ وكيف يمكنك التصدي للتفكير السلبي حتى لو كنت محاطًا بأشخاصٍ سلبيين؟
ورغم أنه من الصعب التغاضي عن تعاسة من حولنا، فإن كون هؤلاء الأشخاص في مزاج سيئ طوال الوقت يؤثر على حالتك النفسية أيضا، ويمكن أن يؤدي إلى تركيزك بشكل مفرط على الجانب السلبي من حياتك، وهو ما قد يدفعك إلى التذمر والحديث عنه للآخرين.
وبحسب تقرير نشرته مجلة "لا فيدا لوثيدا" الإسبانية، هذه هي الطريقة التي يمكن أن تتسبب في نقل عدوى التعاسة، حيث يتوقف الأشخاص أحيانا عن التعبير عن مشاعرهم، مما يجعلنا نتوقف بدورنا عن فهم مشاعرهم، وينتج عن هذا الأمر حلقة مستمرة من السلبية لا تفيد أحدا. فلا تدع أحدا يؤثر على طريقة تفكيرك الإيجابية.
لا تأخذ الأمر بشكل شخصي
السلبيون لن يرضوا عموما عن أي شيء تقوله أو تفعله. ودائما ما يشعر هؤلاء الأشخاص بالبؤس، لذلك لا تأخذ الأمر بشكل شخصي، لأنه لا يمكنك التحكم في أفكار الآخرين وعواطفهم. ويمكنك أن تسأل نفسك ما إذا كنت سببا في تعاسة أحدهم، مما يجعله يتصرف بطريقة سيئة معك، على غرار:
– التحدث بالسوء عنك.
– تركك خارج أمور تتعلق بالعمل.
– تجاهلك أو تركك بمفردك.
– عدم الاهتمام لما تتحدث عنه.
– رفض دعواتك أو إلغاء مخططاته معك.
هل يجب أن تسمح بتعريض نفسك لسوء المعاملة؟ بالطبع لا. لكن في الوقت نفسه بينما تدافع عن نفسك، لا تدع لهذه الأمور سبيلا لتؤثر على مشاعرك. هؤلاء الأشخاص يتعاملون مع مخاوفهم ولا يشعرون بالأمان بسبب افتقارهم لآليات التعامل الإيجابية.
تحد نفسك كي تتطور
تعد الحاجة (بسبب العمل أو بحكم الصداقة أو القرابة) إلى أن تكون بالقرب من الأشخاص السلبيين أمرا صعبا، حيث يمكن أن تصيبك التعاسة، ومن الصعب إيجاد علاج لها. ولكن بدلاً من التفكير في فظاعة الموقف، أخبر نفسك أنك ستتعلم من خلاله.
هذا التغيير البسيط في عملية الإدراك يبدو طفيفًا، لكنه يعتبر عاملا قويا. فعوضا عن التذمر يمكنك أن تعتبر الاحتكاك بالأشخاص السلبيين فرصة للتحسن، وعلى هذا النحو ستتمكن في المرات القادمة من تفادي هذا الموقف. وبغض النظر عن صعوبة الأمر بالنسبة لك، فإنه ليس بصعوبة ما يشعر به الأشخاص التعساء. فكر بطريقة إيجابية واعمل على أن تكون شخصا أفضل.
ابتعد عن الأشخاص التعساء
هناك فضائل لعدم التفاعل باستمرار مع الأشخاص التعساء. ويجب أن تتعلم متى تتراجع وتستغرق الوقت الذي تحتاجه بجدية. هذا الأمر بالغ الأهمية خاصة إذا كنت تعمل أو تعيش مع هذا النوع من الأشخاص. عندما تحتاج للابتعاد عنهم وتركيز على أفكارك، لا تتردد في القيام بذلك. يجب أن تكون على اتصال مع نفسك حتى لا تؤثر سلبية الشخص الآخر عليك.
وكقاعدة عامة، يعد الوقت ضروريا حتى عندما تعيش أفضل أوقات حياتك وفي أكثر الظروف إيجابية. يمكن أن يساعدك ذلك على التخلص من التوتر ومعالجة المشاعر السلبية واتخاذ قرارات ذكية. وفيما يلي بعض الطرق الرائعة لكسب الوقت:
– كتابة مذكرات.
– أداء تمارين التأمل.
– الاستمتاع بهواية.
– طبخ وجبة جيدة.
– تخصيص وقت لممارسة نشاط جديد.
الفكاهة والمرح
يمكن للفكاهة أحيانا أن تولّد وضعا متوترا ومحرجا لدى الأشخاص الذين لا يشعرون بالسعادة في حياتهم. لكن يمكنك القيام بالتالي:
سرد نكات مضحكة
إذا كنت تجيد سرد النكات فأظهر مهاراتك في كل مرة تصبح فيها الأمور متوترة للغاية، يمكنك أن تضحك حتى نفسك أو وضعك أو أي شيء آخر. فقط عليك أن تحافظ على إيجابيتك.
غير لهجتك
إذا أصبحت الأمور أكثر جدية في محادثة ما حول شيء غير مهم، يجب عليك تغيير لهجتك، وأن تتحدث عن المسألة بطريقة إيجابية. يمكن أن يساعدك ذلك على تحويل الحالة المزاجية السيئة إلى شيء أكثر إنتاجية.
تحدث عن الأشياء السعيدة
عندما تتاح لك الفرصة لبدء محادثة مع أشخاص غير سعداء في حياتهم، تحدث عن شيء إيجابي يجعلك سعيدا، لأن ذلك يمكن أن يمنع الشخص الآخر من الشكوى.
ركز على نفسك
عندما تصبح سلبيا بسبب من حولك، فإنه يجب عليك توجيه أفكارك والتركيز على نفسك. في نهاية الأمر، أنت الشخص الوحيد الذي عليك أن تهتم بنفسك لبقية حياتك.
4 نصائح للاهتمام بنفسك
وتاليا بعض النصائح التي تساعدك على الاهتمام بنفسك والتركيز عليها أمام أشخاص تعساء:
– انتبه إلى المشاعر والأفكار والغرائز التي تواجهها.
– قيّم نفسك أمام الناس غير السعداء، ضع نفسك أولا.
– لا تضيع طاقتك في محاولة تغيير مشاعر شخص آخر.
– ركز على الأشياء التي تحبها أو التي تهمك، وتجاهل الانتقادات.
فالمشاعر الإيجابية التي ننقلها إلى العالم غالبا ما تؤثر على المحيطين بنا. بالطبع، لن ينجح هذا دائما، لكن عندما ينجح سيكون أمرا سحريا. وإذا لم تقم بذلك، فستشعر بشيء جميل حقا عند القيام به.
المصدر : الصحافة الإسبانية