قائد الطوفان قائد الطوفان

ليبيا.. المرتزقة الروس يلغمون مدينة سرت لمنع تقدم قوات حكومة الوفاق

خبراء يعكفون على نزع ألغام زرعتها قوات حفتر بمحيط مطار طرابلس الدولي (الجزيرة)
خبراء يعكفون على نزع ألغام زرعتها قوات حفتر بمحيط مطار طرابلس الدولي (الجزيرة)

طرابلس-الرسالة نت

قالت حكومة الوفاق الليبية إن المرتزقة الروس يزرعون الألغام بمدينة سرت في محاولة لمنعها من السيطرة عليها، واتهمت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بإبادة عائلات بأكملها في ضواحي طرابلس الجنوبية وبمدينة ترهونة، حيث عُثر على مقابر جماعية، مما أثار دعوات دولية للتحقيق بشأنها.

فقد قال المتحدث باسم غرفة عمليات تأمين وحماية سرت والجفرة العميد الهادي دراه اليوم الأحد، إن مصادر داخل سرت (450 كيلومترا شرق طرابلس) أبلغتهم بقيام المرتزقة الروس بزرع الألغام داخل منازل المدينة وخارجها، بالإضافة إلى ذلك تلغيم منطقة غرب سرت بالكامل لعرقلة تقدم قوات عملية دروب النصر التابعة للوفاق.

وقبل انسحاب قوات حفتر من ضواحي طرابلس الجنوبي، زرع داعموها من المرتزقة الروس آلاف الألغام في الشوارع ومنازل المدنيين.

وتسببت هذه الألغام حتى الآن في مقتل أكثر من 40 شخصا بين مدنيين ومتخصصين في إزالة المتفجرات والألغام من قوات حكومة الوفاق الليبية.

وكانت قوات الوفاق أرسلت تعزيزات إلى مدينة سرت، وقالت إنها تنتظر الأوامر لبدء عملية عسكرية لاستعادة المدينة التي سيطرت عليها قوات حفتر مطلع العام الجاري، مؤكدة تصميمها أيضا على استعادة قاعدة الجفرة الجوية التي تقع جنوبا.

من جهته، قال أحمد المسماري الناطق باسم قوات حفتر، إنهم سيقاتلون قوات الوفاق في الصحراء والأراضي المفتوحة، وإن مغادرتهم من المدن كان "حماية للسكان وتجنبا الخسائر".

ووعد المسماري، في بيان على صفحته في فيسبوك، بإدارة أفضل للعمليات العسكرية في إطار ما وصفه بالخطة الإستراتيجية المحكمة، وتسخير كافة إمكانيات قوات حفتر والسلطات المدنية.

إبادة عائلات
وقد قال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني إن قوات حفتر أبادت عائلات بأكملها في ترهونة وقصر بن غشير جنوبي العاصمة.

يأتي ذلك بعد أن أكدت وزارة الصحة في حكومة الوفاق أنها تسلّمت 106 جثث، عقب انتشالها من 11 مقبرة جماعية في ترهونة.

وقد دعت الخارجية الأميركية إلى التحقيق في الانتهاكات التي تحدث في ليبيا بعد ما وصفتها بالأنباء المروعة عن العثور على مقابر جماعية.

وكانت حكومة الوفاق اتهمت أمس قوات حفتر بارتكاب جرائم إبادة جماعية وزراعة ألغام في لعب الأطفال في مناطق كانت خاضعة لسيطرتها.

وفي وقت سابق، أفاد مراسل الجزيرة في ليبيا نقلا عن مصدر في وزارة الصحة بحكومة الوفاق بالعثور على 11 مقبرة بمدينة ترهونة (80 كيلومترا جنوب شرق طرابلس) في مقرات سابقة لمليشيا الكاني التابعة لحفتر.

وأفاد المصدر بأن وزارة الصحة في حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، استلمت 106 جثث من مستشفى ترهونة العام. وأوضح أن معظم الجثث تعود لمدنيين من سكان مدينة ترهونة المعارضين لحفتر، وأسرى من قوات حكومة الوفاق.

وقال إنه يجري التعرف على هويات باقي الجثث من قبل معمل المباحث الجنائية عن طريق البصمة الوراثية.

وطالب المجلس الرئاسي في بيان بإدانة دولية وتحقيق أممي في جرائم قوات حفتر، ومحاسبة مرتكبيها ومن ساندهم، وكشف أن تلك القوات "أبادت عائلات بأكملها في ترهونة وقصر بن غشير (جنوبي طرابلس)، وألقت بها جميعا في آبار المياه، وقتلت أطفالا، ودفنت رجالا أحياء وهم مقيدو الأيدي والأرجل".

وقال إن فظائع الجرائم تتكشف للفرق العاملة في انتشال الجثث، حيث دفن المئات في مقابر جماعية مجهولة، أو ما زالوا في عداد المفقودين.

تأمين المدن
على صعيد آخر، تواصل قوات الأمن تأمين المدن التي استعادتها حديثا، وقد نشرت وزارة الداخلية المئات من عناصرها في ضواحي طرابلس الجنوبي وكذلك بمدينة ترهونة.

وفي الأيام الماضية، اعتقلت أجهزة الأمن عشرات الأشخاص المتهمين بالسطو على الممتلكات في المناطق التي استعادتها قوات الوفاق أخيرا.

من جهة أخرى، أعلنت قوات الوفاق اعتقال قائد عسكري في قوات حفتر هو اللواء عمر تنتوش الورشفاني، الذي كان من قادة ما عرف في 2015 بجيش القبائل الذي اشتهر بمعاداته للثورة الليبية.

وتكوّن جيش القبائل من عسكريين ومسلحين مدنيين موالين لنظام القذافي، قبل أن ينضم أفراده بكامل عتادهم إلى قوات حفتر.

المصدر: الجزيرة 

البث المباشر