الضفة المحتلة-الرسالة نت
كانت عقارب الساعة تدق عقاربها نحو الثانية من فجر الخامس عشر من أكتوبر لعام 2010، حين أقدمت قوة عسكرية صهيونية مكونة من ستة جيبات بالتوقف أمام منزل أحد المواطنين في منطقة عرابة بجنين شمال الضفة المحتلة.
دقائق قليلة، تقدم أفراد القوة العسكرية وسط حراسة كبيرة على شخصين يرتديان ملابس تميزهم عن الجنود إلي باب المنزل الذي تم قرعه بقوة واقتحامه قبل أن يضطر صاحب المنزل الذي يقترب عمره من السادسة والثلاثون عاماً لفتح الباب لهم.
دخل الجنود والشخصيتان ذو الحراسة المشددة لعمق المنزل، وطلبوا من صاحبه الجلوس معاً، فقام أحدهم بتعريف نفسه أنه الضابط "مايك" من جهاز الشين بيت (جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك")، وأن الآخر المسؤول المباشر عنه وعرفه باسم "غزال".
وما أن انتهى من التعريف بنفسيهما، حتى قال "مايك" لصاحب المنزل أنه جاء ليحتفل بعيد ميلاد نجله "خالد" الذي كان يمضي ليلته الأولى من العام الثاني لولادته.
ويقول صاحب المنزل المكنى بـ "أبي خالد" وهو أسير محرر أمضى سنوات طويلة في سجون الاحتلال، "لقد فوجئت بزيارة ضابطي الشاباك لمنزلي وإبلاغي بأنهم حضروا للاحتفال بعيد ميلاد ابني خالد الذي رزقني إياه الله بعد أن رزقني بأربع من البنات".
ويضيف في حديث لموقع "أخبار فلسطين" "إن الزيارة ليس هدفها الدقيق الاحتفال بعيد ميلاد طفلي الأول من الذكور والذي شخصياً لا أتذكر أنه كان يدخل عامه الثاني، أو أنهم نبلاء في المعاملة، بل إن الهدف أسمى من ذلك لما اكتشفت من حديثه فيما بعد ذلك بمتابعة ومراقبة الضابط الآخر الذي عرفه باسم غزال".
ويتابع "بعد ذلك بدأ بسؤالي عن أمور شخصية كعملي وتحركاتي وعلاقتي بأيً من الفصائل فلسطينية وحملة السلطة الفلسطينية لاعتقال عناصر من الفصائل المختلفة وتأثير تلك العمليات على نشاط الفصائل".
وأوضح "أبي خالد"، "إن ضابط الشاباك كان يود أن يوصل رسائل مبطنة لي عن معرفته بتحركاتي ومتابعتي جيداً، وطلب رأيي في المفاوضات وعملية التنسيق الأمني بين السلطة "وإسرائيل" وغيرها من الأمور الفلسطينية الداخلية عن الحياة العامة للمواطن الفلسطيني مع وجود حكم فلسطيني ممثل بالسلطة".
وتابع "تم استدعاء أشقائي وهم أيضاً أسرى محررون وتم توجيه عدد من الأسئلة الشخصية وكذلك السياسية العامة، فيما طلب استدعاء شقيقتي وهي أسيرة محررة وسألها عن طبيعة عملها في إحدى الروضات التعليمية وارتباطها بفصائل فلسطينية".
وأشار المواطن "أبي خالد" أن ضابطي "الشاباك" استمر وجودهما داخل المنزل ساعتين، وخلال مغادرتهما تمنيا لنجلي العمر المديد من أجل الحفاظ على السلام!!.
أخبار فلسطين