قائمة الموقع

أطفال غزة أكتر المتضررين من الحصار

2020-06-20T14:44:00+03:00
أطفال غزة أكتر المتضررين من الحصار
 الرسالة نت -  براء لافي  

 بينما يقر القانون الدولي ضرورة منح الطفل حقه في الحياة والتعليم والصحة والبيئة المناسبة للعيش الأدمي، تبقى كل هذه حقوقا مسلوبة من أطفال قطاع غزة ويبقى كل ما يرافقهم من أمنيات "البقاء أحياء" فهم يعيشون تحت حصار إسرائيلي تجاوز عمره الـ 14 عاما عدا عن المواجهات (الإسرائيلية) التي تحدث من حين لآخر مما يؤثر سلبا على نفسيتهم.

هنا في مخيم "نهر البارد" الواقع في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة رصدنا حكايا مختلفة وأمنيات كثيرة للأطفال لم تسمح ظروفهم بتحقيقها حتى اللحظة.

ويعد "مخيم نهر البارد" أرضا رملية انسحب منها الاحتلال (الإسرائيلي) عام 2005، واتخذتها بعض من العائلات الفقيرة مكانا للإقامة لفقدانهم للمأوى.

 وأطلقت هذه الأسر على مكان تجمعها اسم "مخيم نهر البارد" للفت الانتباه إلى المعاناة المشتركة التي يعيشونها مع اللاجئين الفلسطينيين في المخيم الذي يحمل نفس الاسم في لبنان.

 وتغيب مظاهر الحياة الطبيعية في هذا المخيم لتحل محلها مظاهر البؤس، وكثيرا ما يتسلل المرض إلى أجسادهم وأجساد أطفالهم الصغيرة وهو أكثر ما يقلق هذه الأسر بفعل تواجدها قرب أماكن ملوثة تحيطها "مقبرة" من ناحية و"مكب للنفايات" من ناحية أخرى.

ولا يتوفر في المخيم لا مستوصف طبي ولا مدارس تعليمية فيضطر المقيمون للذهاب للمدن القريبة للعلاج أو التعليم رغم أنها تبعد عشرات الكيلومترات عنهم وعن أطفالهم.

بداية الحديث كانت مع "سعاد أحمد" طفلة فلسطينية تبلغ من العمر 7 سنوات تقيم في المخيم الذي أقل ما يقال عنه أنه "غير قابل للسكن"

, رغم ذلك لدى سعاد حلم كبير بأن تصبح طبيبة كي تعالج أطفال مدينتها قائلة :" حلمي أصير كبيرة وأصير دكتورة عشان أعالج أطفال المخيم ، ووعد رح أعالجهم ببلاش “.

وتتابع:" أنا بحب المخيم عشان فيه أهلي وعندي أصحاب بس ممكن نشيل مكب النفايات ويحطولنا بداله ألعاب؟ عشان سمعت في فيروس كورونا بغزة وأنا ما بدي أمرض وأموت .. لسه صغيرة ".

يكمل الحديث طفل آخر رأيناه من بعيد يجلس وحيداً لا يبالي بما يدور حوله وكأن ثقل العالم اجتمع في رأسه الصغير ولما اقتربنا منه وقف مبتسماً محدثنا عن نفسه قائلاً :" أنا اسمي محمد وعمري 8 سنوات ، بحلم أصير محامي عشان أدافع عن أطفال غزة وأطالب إنهم يعيشوا زي أطفال العالم بدون خوف وبدون هاد الحصار ".

يتمنى محمد السفر ولو لمرة واحدة في حياته ليرى ما يسمع عن بلدان العالم وأماكن الترفيه المتوفرة فيها للأطفال في عمره.

تابعنا الحديث مع الطفلة " فرح " البالغة من العمر 13 عاما حيث كانت أكبر الأطفال الذين التقيناهم عمرا وربما أكثرهم وجعا. أخبرتنا عن مدى صعوبة الحياة في قطاع غزة وعن كمية الخوف الموجودة في قلوب الأطفال فيها جراء انقطاع التيار الكهربائي الدائم والانفجارات الكثيرة المتكررة.

 تقول فرح: "الأطفال بغزة دايما زعلانين وخايفين، ليش ما بنفع نعيش بأمان زي أطفال العالم؟ ليش لازم نضل نسمع انفجارات ونكبر ع الخوف "، مضيفة: "أنا بكره العتمة وأوقات كتير أبكي من الخوف“.

الجدير ذكره أن أطفال غزة هم ضحايا كل عدوان اسرائيلي على قطاع غزة ففي كل مرة يسقط منهم المئات بين شهيد وجريح أو يسقط ذويهم ويبقوا بلا والدين كحال الكثير من أطفال القطاع.

واستشهد خلال العدوان الأخير الذي وقع على قطاع غزة 2014 556 طفلا فلسطينيا، كما أصيب 3436 طفلا بجروح مختلفة بسبب القصف الاسرائيلي، حسب إحصائية رسمية أصدرتها وزارة الصحة الفلسطينية.

 فيما تؤكد بيانات وتقارير حقوقية أن الأطفال في قطاع غزة هم الأكثر معاناة نتيجة الاعتداءات المباشرة من الاحتلال مثل عمليات القتل والاعتقال، وغير المباشرة التي تدمر نفسياتهم مثل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي واستمرار الحصار الاسرائيلي المفروض عليهم منذ أكثر من 14 عاما، فيما يبقون اليوم أمام تحدي بقاء حقيقي في ظل انتشار فيروس كورونا.

اخبار ذات صلة