وثّق مركز حقوقي فلسطيني، الثلاثاء، وفاة طفل مريض في قطاع غزة، بسبب حرمانه من السفر لتلقّي العلاج في إحدى المستشفيات الإسرائيلية، جرّاء استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض منذ نحو 13 عاما.

ويرتفع بذلك عدد الوفيات من المرضى في غزة، منذ بداية عام 2020، حتّى اليوم، إلى ثلاثة، بسبب منعهم من السفر والمماطلة بهذه الإجراءات، بحسب بيان صدر عن مركز الميزان لحقوق الإنسان.

ويضطر الآلاف من الفلسطينيين المرضى إلى التوجه نحو المستشفيات في الضفة الغربية، بما فيها القدس، أو إسرائيل عبر معبر بيت حانون (إيريز) الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، لتلقّي العلاج، إلا أن إسرائيل، في كثير من الأوقات، تمتنع عن إصدار تصاريح تسمح لهم بالعبور.

وقال المركز "توفي الطفل عمر ياغي (9 أشهر)، الخميس الماضي، في مستشفى الرنتيسي بمدينة غزة، جرّاء حرمانه من السفر لتقلّي العلاج".

وأوضح المركز أن الطفل ياغي "كان يعاني من مرض في القلب، وحصل على موعد لاستكمال علاجه في مستشفى إسرائيلي، بتاريخ 24 مايو/ أيار الماضي، إلا أنه لم يتمكن من السفر لعدم حصوله على تصريح للسفر (التصريح يصدر من السلطات الإسرائيلية)".

وبيّن أن المستشفى حددّ موعدا آخرا للطفل "كان يوم الأحد الماضي، إلا أن حالته ساءت، ما تسبب بدخوله قسم العناية المركزة بمستشفى الرنتيسي، ومن ثم الإعلان عن وفاته فجر الخميس (قبل موعده بـ3 أيام)".
وأكد المركز على أن القيود التي تفرضها "إسرائيل بحق المرضى، تسببت بمعاناة مضاعفة لمرضى غزة، أفضت في الكثير من الأحيان إلى وفاتهم".

وأشار إلى أن "سنوات الحصار أدت إلى تراجع وتدهور الأوضاع الصحية بغزة على نحو ينذر بكارثة إنسانية".

وعدّ المركز " تلك الممارسات، انتهاكا جسيما لقواعد القانون الدولي الإنساني، وانتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان".

وفي يناير / كانون ثاني لعام 2020، أظهر تقرير صادر عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بغزة، أن إسرائيل منعت سفر نحو 51 ألف مريض من أصل 179 ألفا و746، طلبوا الخروج للعلاج في مستشفياتها أو بالأخرى الموجودة بالضفة الغربية، في الفترة بين يناير/كانون الثاني 2008، وديسمبر/ كانون أول 2018.

وأضاف التقرير، إن إسرائيل منعت خلال العام الماضي فقط 35 بالمئة (لم يذكر العدد) من مرضى غزة المحتاجين للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية أو مستشفيات الضفة الغربية، من التنقل عبر حاجز بيت حانون "إيرز"، الواقع شمالي القطاع.

وبحسب وزارة الصحة بغزة، فإن عام 2018 شهد وفاة 56 حالةً، لم تسمح لها إسرائيل بالعلاج خارج القطاع، فيما بقيت الكثير من الحالات ذات الأمراض الصعبة، مثل الفشل الكلوي السرطان تعاني داخل القطاع، تعاني نقص المستلزمات. -