دعت كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا الأطراف الليبية إلى وقف فوري لإطلاق النار وتعليق العمليات العسكرية، في وقت اشترطت فيه حكومة الوفاق الوطني انسحاب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر من سرت والجفرة للتهدئة.
وقال بيان نشرته وزارة الخارجية الإيطالية على موقعها الإلكتروني إنه في ضوء المخاطر المتزايدة لتدهور الوضع في ليبيا والتصعيد الإقليمي، تدعو كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا جميع الأطراف الليبية إلى الوقف الفوري وغير المشروط للقتال وتعليق النشاط العسكري المستمر في أنحاء البلاد.
كما حثت الدول الثلاث على وقف التدخلات الخارجية في الشأن الليبي، والاحترام الكامل لحظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وأردف البيان أن وقف إطلاق النار يشكل عنصرا أساسيا لتهيئة المناخ الملائم لاستئناف الحوار السياسي بين الأطراف المتنازعة في ليبيا بشكل ملموس، وبالتالي إيجاد حل مستدام للصراع.
يشار إلى أن فرنسا -على لسان رئيسها إيمانويل ماكرون- وصفت دعم تركيا لحكومة الوفاق باللعبة الخطيرة، فردت أنقرة بتحميلها مسؤولية جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات حفتر.
وأعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن بالغ قلقه من الوجود الفرنسي في ليبيا.
من جهته، قال متحدث باسم الخارجية البريطانية إنه يتعين على جميع أطراف النزاع الليبي خفض التصعيد والالتزام بوقف إطلاق النار والعودة إلى الحوار السياسي بقيادة الأمم المتحدة، والاتفاقات التي تم التوصل إليها في مؤتمر برلين.
ووصف المتحدث باسم الخارجية البريطانية، في بيان، ليبيا بأنها أصبحت ساحة حرب بالوكالة بين دول تقدم الدعم العسكري لكلا الجانبين، مضيفا أن على تلك الدول الالتزام بالعملية السياسية وإيقاف تأجيج الصراع.
وأمس الخميس أكد الاتحاد الأوروبي أن عملية السلام في ليبيا ينبغي أن تقودها الأمم المتحدة، وأن تكون في إطار اتفاق برلين، وذلك على لسان المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو ردا على سؤال حول المقترح الذي قدمه الرئيس التونسي قيس سعيد بخصوص ليبيا.
لكن حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، اشترطت انسحاب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر من مدينة سرت الساحلية ومنطقة الجفرة شرطا مسبقا لإجراء محادثات من أجل التوصل لوقف إطلاق النار.
في غضون ذلك، قال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين إن على قوات حفتر الانسحاب من الجُفرة وسرت.
وأضاف خلال مقابلة مع قناة "سي إن إن التركية" أن عودةَ الأطراف لاتفاق الصخيرات أحد شروط حكومة الوفاق لاستمرار وقف إطلاق النار.
وفي سياق التطورات بليبيا، قال وزير داخلية حكومة الوفاق فتحي باشاغا إنه ناقش مع مسؤولين بالخارجية الأميركية ومجلس الأمن القومي وقيادة القوات الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) التعاون الأمني بين بلاده والولاياتِ المتحدة.
وقال المكتب الإعلامي لوزير الداخلية إن الاجتماع الذي تم عبر الفيديو، ركز على جهود إصلاح القطاع الأمني في ليبيا وخطة الوزارة لتطوير أجهزتها وبرنامج الوزارة لإعادة تفكيك وتسريح وإدماج المجموعات المسلحة في قوات حكومة الوفاق الشرعية.
من جهة أخرى، أدانت رابطة علماء المغرب العربي، الخميس، بشدة تصريحات للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن التهديد بالتدخل في ليبيا.
وقالت الرابطة في بيان إنها تؤكد إدانتها الشديدة لما أعلنه الرئيس المصري بشأن التدخل العسكري في ليبيا تحت ذريعة حماية الأمن القومي لبلاده.
وأضافت أنها تحذر السيسي من عواقب تصريحاته التي تخالف ما ينص عليه الدين الإسلامي وتؤكده الأعراف الدولية، وتدعوه لعدم التدخل في شؤون الدول المجاورة.
يشار إلى أن السيسي ألمح السبت، في كلمة متلفزة، عقب تفقده وحدات من القوات الجوية بمحافظة مطروح (غرب) المتاخمة للحدود مع ليبيا، إلى إمكانية تنفيذ جيش بلده مهام عسكرية خارجية إذا تطلب الأمر ذلك، معتبرا أن أي تدخل مباشر في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية.
المصدر : الجزيرة + وكالات