زعم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، فجر اليوم الإثنين، أنّ "فرض السيادة" الإسرائيليّة في الضفّة الغربيّة "لن يضرّ بالسلام، بس سيدفع به".
وجاءت تصريحات نتنياهو خلال خطاب مسجّل له لمنظمة "مسيحيّون موحّدون لأجل إسرائيل".
كما ادّعى نتنياهو أنّه "جاهز لمفاوضات" مع الفلسطينيين وأنه "مقتنع بإمكانيّة بناء مستقبل من سلام ومصالحة".
وأشاد نتنياهو بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قائلا إنّ "صفقة القرن" وضعت حدًا "لسراب (حل) الدولتين. وبدلا عن ذلك، تدعو إلى حلّ دولتين واقعي فيه لإسرائيل وحدها المسؤوليّة الكاملة عن أمنها".
بينما قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيليّة البديل ووزير الأمن، بيني غانتس، أمام المنظمة ذاتها، إنها "صفقة القرن" فتحت نافذة فرص تاريخيّة، ودعا الفلسطينيّين "إلى دراسة قرارهم رفضها من جديد".
وهدّد غانتس حركة "حماس" بأنها "ستدفع ثمن باهظًا إن أرادت اختبار إسرائيل"، وقال إن لبنان سيكون مسؤولا عن استخدام "حزب الله" ترسانة صواريخه ضدّ إسرائيل، إن استخدمها.
وأمس، الأحد، ذكر تقرير إسرائيلي أن الأردن أبلغ إسرائيل عبر عدة قنوات بأنه سـيعارض بشدة أيّة إجراءات ضم يقدم عليه الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، وأضاف التقرير أن الرد الأردني لن يفرق بين "ضم محدود" أو "ضم واسع".
وبحسب ما أوردت القناة 13 عن مسؤولين إسرائيليين، فإنّ إحدى القنوات التي استخدمها الأردن لنقل هذه الرسالة إلى الجانب الإسرائيلي، كانت عبر رئيس الموساد، يوسي كوهين، الذي التقى الملك الأردني عبد الله الثاني في عمّان، مؤخرًا.
وذكرت القناة أن كوهين بحث مع العاهل الأردني، رد الأردن على ضم محدود في التجمعات الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية، أو ضم عدد قليل من المستوطنات؛ وأشارت القناة إلى أن الرد الأردني جاء واضحا: "لا نفرق بين ضم محدود وضم واسع". وبحسب القناة، فإن المسؤولين في الأردن أكدوا على الموقف ذاته خلال مباحثاتهم بأطراف أوروبية أو بممثلين عن إدارة ترامب.
"الولايات المتحدة تسعى لإقناع نتنياهو بتأجيل الضم أو تقليص حجمه"
والأحد، بدأ وفد أميركي برئاسة مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، آفي بيركوفيتش، إجراء لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين حول مخطط ضم مناطق في الضفة الغربية لإسرائيل.
وكان بيركوفيتش قد وصل إلى إسرائيل، الجمعة، برفقة السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، بعد إجراء مداولات في البيت الأبيض حول الضم، الأسبوع الماضي، لم يتقرر فيها إعطاء إسرائيل ضوءا أخضر لتنفيذ المخطط.
واجتمع بيركوفيتش السبت، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بمشاركة منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، كميل أبو ركن، فيما يعتزم الاجتماع بوزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، اليوم، الإثنين.
ورجحّت القناة أن يؤكد غانتس خلال اجتماعه مع بيركوفيتش أن "كاحول لافان" تعتبر أن أي عملية ضم يجب أن تكون ضمن عملية سياسية واسعة تتم بموجب خطة الإدارة الأميركية للتسوية في المنطقة، وألا تكون من جانب واحد ومنفصلة عن السياق السياسي.
ووفقًا للقناة، فإن الإدارة الأميركية تضغط باتجاه تأجيل الضم أو تقليص حجمه، وأشارت إلى أن إدارة ترامب لا تريد التسرع وتسعى لإقناع نتنياهو بالتروي وحساب العواقب التي قد يترتب عليها تنفيذ مخطط الضم.
ورجحت القناة أن تستمر الاتصالات الإسرائيلية الأميركية في هذا الشأن، وعدم اتخاذ أي إجراءات عمليه هذه المرحلة، كما رجّحت أن "يكتفي" نتنياهو بعقد مؤتمر صحافي يعلن خلاله نيته الضم في الموعد الذي حدده في اتفاقه الائتلافي مع "كاحول لافان"، في الأول من تموز/ يوليو المقبل.
وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، الأحد، أنه لم يتقرر بعد حجم المنطقة في الضفة الغربية المحتلة التي سيسري عليها مخطط الضم، "بسبب الحساسيات الكثيرة والتبعات".
وأضافت أن الجانبين الإسرائيلي والأميركي يبحثان خططا مختلفة، "بدءا من إمكانية تنفيذ الخطوة الكاملة بفرض السيادة على 30% من المنطقة، بنبضة واحدة، أو تقسيمها إلى نبضات".
وحسب الصحيفة فإنه "يوجد تردد حيال غور الأردن، الذي يوجد إجماع إسرائيلي بشأنه، لكن المملكة الأردنية حساسة تجاهه".
وأضافت الصحيفة أن اقتراحا آخر يقضي بضم المستوطنات الواقعة في عمق الضفة، "بينما هناك من يعتقد أن ينبغي البدء بالكتل الاستيطانية التي يوجد إجماع قومي عليها".
عرب48