أقرّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لمقرّبيه إنه يخسر هذه الانتخابات، على ضوء استطلاعات الرأي التي ترجّح فوز منافسه الديمقراطي، جو بايدن، والاحتجاجات الواسعة التي تشهدها البلاد.
ونقلت مجلة "بوليتيكو"، أمس، الأحد، يعاني ترامب مما يصفه مساعدوه بأنه "أسوأ فترة في رئاسته، التي تشوبها انتقادات واسعة بسبب ردّه على تفشّي وباء كورونا بالإضافة إلى ’التظاهرات العرقية’ التي تعمّ البلاد كلها"، بالإضافة إلى أنّ مهرجانه في أوكلاهوما، الأسبوع الماضي، وهو الأوّل منذ آذار/مارس الماضي، تحوّل إلى إخراج بعدها فشل في ملء الساحة.
وأضاف المجلّة أن ما كان يفترض أن تكون مقابلة سهلة مع شبكة "فوكس نيوز" المقرّبة منه "أرعبت مستشاريه، عندها قدّم إجابات متقلبة لا تجيب عن سؤال بسيط هو ما هي أهدافه للولاية الثانية". وفي المقابلة ذاتها، قدّم "الرئيس الواثق منه نفسه، اعترافًا ضمنيًا بأنه قد يخسر الانتخابات، عندما قال إنّ بايدن قد يصبح رئيسًا بسبب أن البعض لا يحبّونه، ربمّا".
وبعد ساعات من بثّ المقابلة، وفق "بوليتيكو"، بدأت الدائرة المقرّبة من ترامب بطرح أسئلة حول إن عنى حقًا شعوره عندما تحدّث عن خسارته.
والأربعاء الماضي، أظهر استطلاع نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" تفوق بايدن على ترامب في سباق الرئاسة الذي سيحسم بالانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وحصل بايدن على تأييد 50% من المستطلعين مقابل 36% لترامب، وفقا للاستطلاع الذي أجرته الصحيفة مع معهد الأبحاث "سيينا كوليج".
وتبين من الاستطلاع أن المرشح الديمقراطي بايدن حصل على تأييد واسع بين النساء والمصوتين غير البيض، وحتى أنه نجح باختراق مجموعات ناخبين تؤيد الجمهوريين بشكل تقليدي، وذلك بسبب أداء ترامب في مواجهة وباء كورونا. ويشار إلى أن ترامب لم يحظ بشعبية واسعة طوال فترة ولايته، رغم أنه حاول توسيع التأييد له في أوساط خارج اليمين الأميركي.
وبسبب فشل إدارة ترامب في وقف انتشار وباء كورونا، والذي تسبب بأزمة مالية شديدة في الولايات المتحدة، الأكثر تضررا من الوباء في العالم، فإن الاستطلاع أظهر استياء شديدا من ترامب. كذلك عبر الناخبون عن استيائهم من التهديدات التي أطلقها ترامب حول إنزال الجيش إلى الشارع لمواجهة الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد وضد العنصرية.
وبرز من الاستطلاع أن الجمهور الأميركي يرفض الرئيس اثناء ولايته، بحيث أن أغلبية كبيرة بين الناخبين يعتبرونه كمن فشل في الامتحانات الكبرى التي واجهت إدارته.
ويتفوق بايدن على ترامب في أوساط الناخبين السود واللاتينيين، كما أن أغلبية بين الناخبين الشبان يؤيدون بايدن ونسبتهم أعلى من نسبة تأييد هذه الفئة العمرية لهيلاري كلينتون، في انتخابات الرئاسة السابقة، عام 2016.
إضافة إلى ذلك، فإن بايدن يتعادل مع ترامب في تأييد ناخبين الرجال البيض والمواطنين من الطبقة الوسطى والمسنينن، وهذه مجموعة سكانية تعتبر بشكل تقليدي أنها القاعدة الصلبة لأي فوز جمهوري في الانتخابات، وبضمن ذلك انتخابات 2016 التي فاز فيها ترامب.
وبرز في الاستطلاع تفوق بايدن على ترامب بفجوة تصل إلى 39% في أوساط الناخبات البيض من حملة الشهادات الأكاديمية. وكانت مجموعة الناخبات هذه قد فضلت كلينتون على ترامب في الانتخابات السابقة. كما أظهر الاستطلاع أن بايدن قلّص الفجوة مع ترامب في أوساط البيض غير الأكاديميين. وقال 52% من الناخبين البيض دون سن 45 عاما إنهم يؤيدون بايدن، مقابل 30% يؤيدون ترامب.
وتبين من الاستطلاع أن ناخبين بيض دون سنن 45 عاما يؤيدون بشكل كبير للغاية حركة "حياة السود مهمة"، بينما ناخبين بيض أكبر سنا أظهروا موقفا معتدلا حيال قضية المساواة العرقية. كذلك، فإن المسنين البيض، وهذه إحدى جموعات التأييد القوية لترامب، عبروا عن استيائهم من ترامب، وقال قرابة 40% من الناخبين فوق سن 65 عاما إنهم غير راضين من تعامل ترامب مع كورونا والعلاقات بين الأعراق.
رغم ذلك، فإن ترامب حافظ على تأييد إيجابي بكل ما يتعلق بالوضع الاقتصادي، إذا قال 50% إنهم يمنحونه علامة إيجابية بينما عبر 45% عنن عدم رضاهم منه. وتفوق ترامب على بايدن بين الناخبين البيض الذين لا يحملون شهادات أكاديمية.