قال خبير عسكري "إسرائيلي" إن "عملية قتل الجندي الإسرائيلي عميت بن يغآل في مدينة جنين الشهر الماضي بإلقاء حجر كبير عليه ما زالت تشكل حالة صدمة لباقي الجنود الذين كانوا معه، فلم يعتقد أحد منهم وقوع مثل هذه العملية، وبهذا الأسلوب، لأنه تقريبا في كل ليلة، يذهب عناصر لواء غولاني للبحث عن مطلوبين فلسطينيين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، خاصة مدينتي جنين وطولكرم".
وأضاف يوآف ليمور بتقريره بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "عمليات الجيش بالضفة لها عناصر مهمة لنجاحها، أهمها المفاجأة والسرعة، وكلما كانت المنطقة التي تعمل فيها القوة معزولة عن باقي المواقع الفلسطينية، قلّ احتمال تعرض الجنود للاستهداف، رغم أن بعض العمليات تشهد خروج أصوات من بعض القرى، سواء لتحذير المطلوبين الآخرين، أو دعوة السكان لمواجهة الجنود".
وأكد أن "المعتقلين الفلسطينيين في مثل هذه الحالات يتم نقلهم لقاعدة عسكرية قريبة، حيث يقضون الليل، وفي الصباح يتم نقلهم لجهاز الأمن العام-الشاباك، ويستمر الجنود في المزيد من الاعتقالات، وبالعودة لأيام الانتفاضة الثانية، فقد سيطرت حماس على المنطقة المحيطة بطولكرم، والجهاد الإسلامي بمنطقة جنين".
وذكر أنه "من مدينة طولكرم، شنت حماس هجوم ليلة عيد الفصح على فندق بارك في نتانيا في 2002، حيث قتلت 30 إسرائيليًا وجرحت 160، وهو الهجوم هو الذي كسر إسرائيل، بعده مباشرة بدأ الجيش بناء الجدار الفاصل، ثم دمر البنية التحتية المسلحة بالضفة الغربية، وأعاد السيطرة الأمنية إليه، ومنذ ذلك الحين تشهد الضفة صعودا وهبوطا، ومنها الفترة التي برز فيها تنظيم فتح بمخيم جنين للاجئين، بقيادة زكريا الزبيدي".
وأشار إلى أنه "في الآونة الأخيرة، لوحظت زيادة في النشاط العدائي، وقد تكون عملية الضم، والأزمة الاقتصادية نتيجة كورونا، والنواة الصلبة الدائمة لمسلحي الضفة، تعيدها لموقعها في خريطة العمليات المسلحة، ورغم أن كتيبة غولاني واحدة فقط كفيلة بتنفيذ حملات اعتقال الفلسطينيين، وتأمين السياج على الجانب الشرقي، فإن أي فائض من الجنود على الأرض قد يؤدي لاحتكاك غير ضروري مع الفلسطينيين".
وأكد أنه "حتى الآن عاشت الضفة الغربية بصورة هادئة للغاية، وتمتعت بتنسيق أمني وثيق بين الجيش الإسرائيلي والشاباك وقوات الأمن الفلسطينية، ولكن بموجب أمر أبو مازن، توقف التنسيق مؤخراً بسبب خطة الضم، الفلسطينيون لا يجيبون على هواتف الإسرائيليين، وبعضهم حظروا زملاءهم الإسرائيليين في مجموعات الواتساب".
وأشار إلى أن "محمود عباس إن أراد الانتقال من رام الله لبيت لحم، فهو بحاجة لمرافقة إسرائيلية، ولتجنب الحاجة لهذا التنسيق بقي الرئيس في رام الله، ولذلك كان التنسيق الأمني مصدر قوة لإسرائيل، وقد ازدهر رغم الجمود المستمر في علاقات الجانبين السياسية، والنتيجة أن الإسرائيليين والفلسطينيين حاربوا الهجمات المسلحة بشكل مشترك، وبمساعدة الأمن الفلسطيني تجنب الجيش الاحتكاك والقتال غير الضروريين".
وأكد أنه "في حال تم الضم، فقد ينتهي الهدوء النسبي بالضفة، وهناك العديد من السيناريوهات، جميعها لديها مستوى من الهجمات ضد الجيش والمستوطنين، وصولا لهجمات داخل الخط الأخضر، ولذلك يقوم الجيش باعتقالات كل ليلة في أنحاء الضفة، بمتوسط 80 غارة، يطلق عليها سياسة "جز العشب" وهو اعتقال منهجي لمن يشتبه بقيامهم بنشاط مسلح للحد من تطور الخلايا العسكرية، بعضهم ناشطون طلابيون تابعون لحماس".
وأوضح أنه "خلال هذه الحملات يتعمد الجيش عزل المنطقة المستهدفة، حتى لا يصل أحد من الفلسطينيين ويحاولوا مهاجمة الجنود، حيث يلقي الشبان الحجارة، مما يضطر الجنود على التراجع بأسرع وقت ممكن، ولذلك يتجنب الجنود في كثير من الأحيان السير في الطريق الرئيسي، ويذهبون نحو المناطق الزراعية، ويستعين الضباط بأجهزتهم المحمولة حيث توجد خرائط المنطقة، والطرق المحددة للنشاط".
وختم بالقول أن "الجيش ليس لديه شك في أن هذه الاعتقالات في صفوف الفلسطينيين ضرورة، فبدونها ستكون هناك هجمات مسلحة حادة ودورية داخل الضفة الغربية وإسرائيل، ويستمر هذا النشاط كل ليلة بعيداً عن أنظار الجمهور الإسرائيلي".
عربي21