يعيش المهاجم الفرنسي كريم بنزيما أجمل فتراته مع فريق ريال مدريد بعد استئناف مباريات الدوري الإسباني, الذي توقف منذ مارس الماضي بسبب انتشار فيروس "كورونا".
وتألق بنزيما بشكل لافت في جميع المباريات الـ5 التي لعبها مع الفريق العاصمي، منذ عودة الدوري الإسباني يوم 11 يونيو الجاري.
ولعل الفرنسي كان أحد الأسباب البارزة في ظهور الريال بشكل متماسك وقوي، إذ انتصر الفريق "الملكي" في جميع المباريات التي لعبها حتى الآن.
آخر تلك المباريات كانت خلال الفوز على إسبانيول قبل أيام قليلة, في الجولة الـ32 من الدوري الإسباني، بهدف لاعب الوسط البرازيلي كاسيميرو، من صناعة بنزيما نفسه.
ثقة زيدان
ويبدو أن الثقة العمياء للفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد، في مواطنه أصابت محلها هذه المرة، حيث أعطت بنزيما دافعا أكبر في بذل المزيد وتسجيل الأهداف التي غابت عنه لفترة قبل التوقف.
إصرار زيدان على إشراك بنزيما لم يأت من فراغ، فاللاعب يملك المهارات والقدرات الفنية التي تساعد أسلوب الفريق، بالإضافة إلى تعدد مراكزه ومهامه داخل الملعب.
المساندة التي لاقاها اللاعب قبل التوقف لم توقفه عن الاستعداد بشكل قوي قبل استئناف الدوري، خاصة أنه صرّح للقنوات الرسمية للنادي آنذاك أنه حوّل منزله إلى صالة ألعاب يستعد بها لعودة مباريات "الليغا"، وأكد الفرنسي أنه لا يطيق الانتظار للعودة إلى المنافسة والفوز في المباريات.
المهاجم الوهمي
ينزيما هو اللاعب الوحيد الذي يتقن دور المهاجم الوهمي داخل الفريق، ويقوم باستلام الكرة بين الخطوط، ويتحرك خارج منطقة الجزاء، وهو أبرز ما يزيد من تمسك زيدان به.
الأمر أكده بنزيما أمام إسبانيول، حيث أرسل لزميله البرازيلي كاسيميرو تمريرة سحرية مرت بين أقدام المدافع، والذي بدوره استغل التمريرة وخطف الهدف الأول والوحيد لصالح الريال في المواجهة، لتمنح الملكي النقاط الـ3 واعتلاء عرش الصدارة.
وبعيدا عن ذلك، اكتسب كريم بنزيما في مسيرته مع الريال عقلية البطولات، الأمر الذي يجعل اللاعب يتصرف بخبرة كبيرة تحت ضغط المباريات الحاسمة، لاسيما أن الفريق ينافس على لقب "الليغا".
العلامة الفارقة
وتناوب على خط هجوم الريال عدد لا بأس به من اللاعبين في السنوات الماضية، حيث كان أبرزهم غونزالو هيغواين، وألفارو موراتا، وبورخا مايورال، إلا أن الفرنسي كان العلامة الفارقة في مركزه سنوات طويلة.
كريم بنزيما بأهدافه الـ17 في الدوري الإسباني حتى الآن أصبح يهدد مركز المتصدر الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد برشلونة، الذي يمتلك 21 هدفا حتى الآن.
وقد يقتنص المهاجم الفرنسي فرصة سوء المستوى التهديفي للأرجنتيني في المباريات الأخيرة رغم تمريراته الحاسمة، ليعتلي صدارة ترتيب الهدافين، إذا ما استمر في تألقه وتسجيل المزيد من الأهداف خلال الجولات الـ6 المقبلة.