طفت على السطح بعض التسهيلات التي ستمنحها السلطة للأغوار ومزارعيها، في وقت بات ضم تلك المناطق على الأبواب.
معاناة سكان الأغوار على مدار عقود من الزمن في وجه الاحتلال، لم تجد آذانا صاغية، في حين التفتت السلطة لمعاناتهم عشية الضم، في وقت وصفه متخصصون بـ "تحرك في الوقت الضائع".
وتنوي (إسرائيل) ضم الضفة والأغوار نهاية الأسبوع الجاري، في وقت يواجه الضم رفضا محليا ودوليا واسعا.
وتعتبر الأغوار أكثر المناطق الغنية بالثروات، فهي تمتد على مساحة تزيد على 1.5 مليون دونم بما يشمل شمال البحر الميت، وتُقسم إلى الأغوار الشمالية وتضم محافظة طوباس، والوسطى وتضم مناطق تتبع نابلس، والجنوبية وتضم مناطق تتبع أريحا.
التفات بالوقت الضائع
وفي الوقت الذي يعاني فيه سكان الأغوار من التهميش، استيقظت السلطة على تسهيلات عشية الضم، أعلن عنها رئيس حكومة رام الله محمد اشتية.
وقال اشتية إن حكومته ستصرف كامل مستحقات المزارعين في الأغوار بكل ما هو مستحق لهم لدى السلطة، ليتساءل مراقبون عن سبب تراكم هذه المستحقات وعدم إعطائها لمستحقيها قبل مشروع الضم.
وذكر اشتية أن السلطة خصّصت الآبار المائية التي تملكها في الأغوار لصالح المزارعين وسوف تضخ 3 ونصف مليون متر مكعب من المياه، مع معالجة المياه في بئر العوجة.
ويعاني سكان الأغوار من قلة المياه التي تصلهم، في وقت تعمل (إسرائيل) على سرقة المياه وتحويل مجراها إلى المستوطنات وداخل (إسرائيل).
وأضاف اشتية: "سنوفر قروضا ميسرة لكل المستثمرين الذين يريدون العمل في الأغوار، وسنشتري 5 جرارات زراعية للعمل في المنطقة".
وتعود أهمية منطقة الأغوار في فلسطين إلى أنها تضم 250 ألف شجرة نخيل، وتحتوي 30% من مياه الضفة الغربية، وهو خط التماس مع الأردن.
بدوره، أكد المختص في مجال الاستيطان بمنطقة الأغوار، سهيل خليلية أن موضوع الضم لن يغير الكثير من الحياة على المواطنين الذين يقطنون في منطقة الأغوار، والتغيير سيحدث على القوانين، "فالاحتلال على هذه الأرض موجود منذ عام 1967، وبالتالي التغيير سيكون في شكل التعامل مع من المواطنين".
وقال خليلية في حديث لـ "الرسالة نت": "نحن نتحدث عن البعد الأكبر، وهو تغيير القوانين من أجل وضع مخططات بنيوية متكاملة على مدار السنوات المقبلة وصولا للتهويد".
وذكر أن الوضع في الأغوار كما هو منذ قدوم السلطة، هناك تجاهل للمنطقة، "لك أن تتخيل أن 45 قاعدة عسكرية للاحتلال متوزعة على طول منطقة الأغوار، وبالتالي أهل الأغوار لم يلمسوا أي بصمة للسلطة منذ نشأتها، والتهويد في المنطقة مستمر منذ احتلالها".
ووفق خليلية، يركز الاحتلال مطامعه على مناطق الأغوار، لما تحتوي عليه من مصادر مياه تزيد على 120 مترا مكعبا من المياه، ولها أهمية كبيرة في الزراعة، والسلة الغذائية الفلسطينية.
ويقطن أكثر 55 ألف فلسطيني (2% من سكان الضفة) في مناطق الأغوار ضمن 27 قرية وبلدة ثابتة إضافة إلى عشرات المضارب البدوية، وفق البيانات الرسمية.
ويهدف الاحتلال للسيطرة على الحزام الغربي خلف الجدار الفاصل والحزام الشرقي في منطقة الأغوار والأراضي التي تطل على شاطئ البحر الميت، والتي تشكل مساحتها 40% من مساحة الضفة، وكذلك إيجاد ممرات رابطة بين المنطقة الشرقية والغربية التي ستحافظ على طريق وصول إلى المستوطنات النائية التي ستقطع أوصال الضفة.