غزة - أمينة زيارة – الرسالة نت
يدخلن البيوت بلباس البراءة وطلب الحاجة أو إسداء الخدمات، ويخرجن بغنيمة كبيرة قد تكون معلومات أمنية أو شاب بنفس ضعيفة أو حتى سرقة مبالغ ضخمة، إنهن الزائرات الغريبات اللواتي يطرقن البيوت بحجج واهية يصدقها العقل ويحن لها القلب القاسي ويرتاح لمجرد رؤيتهن لما يبدو عليهن من الصلاح والتقوى، فمن هن تلك الزائرات؟ وإلام يسعين جراء دخولهن البيوت؟ وأين الشرطة منهن؟."الرسالة" إجابات عن تلك الأسئلة من خلال التقرير التالي...
جاسوسة بلباس البراءة
دخلت الشابة الثلاثينية "هـ.م" البيت بحجة خبرتها بالعلاج بالإعشاب، تملك الكلام المعسول وحسن التعامل مع أصحاب البيت، وتنتقي فرائسها من خلال معرفتها بحاجتهم إليها، تدعي بتعاملها بأكبر خبراء علاج الأعشاب وتأتي بالوصفات لمريض البيت، حتى تجد لنفسها مكاناً بينهم وسرعان ما يصدقها أهل المنزل الذي أصبح لها فندقاً وسكناً، ويقول أحد ضحاياها: دخلت علينا بكلامها الجميل، فقد جاءت لخدمة مريض بالبيت دون مقابل.
ويضيف: صدقتها الأسرة واحتضنتها ووفرت لها الراحة ومكاناً للنوم على أساس أنها تخدم مريضتهم دون أجر، ولكنها بدأت بعد فترة بطلب المال بحجة أنها تعيل أسرة كبيرة، ومن هنا بدأت العائلة تشكك في أمرها، فأخبرت وزارة الداخلية بقصتها، والتي بدورها حققت معها وتبين أنها عملية للاحتلال تدخل البيوت لتحصل على المعلومات للعدو.
وفي حي آخر تناقلت الأهالي قصة السيدة التي تدخل البيوت بحجة أنها تعمل في مكتب مجلس الوزراء وتجلب للناس فرص العمل مقابل 100 دولار، وفي هذا الصدد أكدت المباحث العامة "للرسالة" أن المباحث استطاعت القبض على تلك المرأة الأربعينية "المنقبة" والتي وقع في فخها الكثيرون، فقد كانت تحتال على المواطنين وتستغل حاجتهم لفرصة عمل.
ولم يتوقف الأمر عند هذه الحالات فقد كانت قصة الفتاة العشرينية "م" التي ترتدي الجلباب الأسود والنقاب تختلف عن سابقتيها، فقد كانت تدخل البيوت بدعوى أنها تحتاج للمال مقابل أن تعمل خادمة ، ولكنها كانت تسرق محتويات المنزل بعد عدة أيام وتهرب إلى مكان مجهول، وبعد فترة من الزمن تم إلقاء القبض عليها.
الفقر والضغط النفسي
وفي هذا الصدد، يشير مدير مباحث شرطة الرمال الملازم أول يوسف زقوت، إلى أن الاحتلال الصهيوني يستغل ضعف المرأة وحاجتها للمال لإيقاعها في فخ العمالة، فقد أكدت تقارير وزارة الداخلية أن النساء باستطاعتهن دخول البيوت والتغلغل إلى الأسر لإسقاط الشباب.
ويذكر: إحدى الفتيات قامت بإسقاط مجموعة من الشباب عبر مؤسسة ما، إضافة إلى قيامها بتزوير بعض أوراقهم الشخصية لتمكنهم من السفر للخارج، وبعد القبض عليها اعترفت أنها قامت بتلك الأمور من أجل توفير المال لامها المريضة لعلاجها.
ويستطرد: أحياناً كثير تدفع البطالة والفقر وكثرة الضغط والقهر النفسي ومضايقات الزوج للزوجة، المرأة للسرقة أو التسول أو دخول البيوت للاحتيال والنصب، وبالتالي تقع فريسة لضعاف النفوس في المجتمع.
ويؤكد أن ظهور تلك الحالات من النساء لا يمكن اعتبارها ظاهرة مستفحلة في المجتمع، بل هي قضايا عابرة يمكن القضاء عليها في أسرع فرصة ممكنة.
ودعا الملازم أول زقوت أبناء الشعب الفلسطيني إلى الالتزام بالتوجيهات والإرشادات التي توجهها إدارة المباحث ووزارة الداخلية والإعلام وخطباء المساجد في كيفية التعامل مع الزائرات الغريبات وضرورة الالتزام بالوعي الأمني والحق على رعاية الأبناء ومتابعة سلوكياتهم بحيث لا يكونوا فريسة للاحتلال وأتباعه من ضعاف النفوس سواء كانوا رجالا أو نساء.
وكانت وزارة الداخلية أعلنت خلال انتهاء حملتها ضد التخابر الأمني مع الاحتلال عن اعتقال
عدد من النساء وقعن في وحل العمالة، احدهن كانت تعمل لصالح الاحتلال منذ خمس سنوات .
ولكن يبقى موضوع "المرأة العميلة" طي الكتمان بسبب المحاذير الاجتماعية من هذا الملف وغالباً ما تنتهي قصص العميلات خارج الدوائر الأمنية من خلال الأسرة للظروف الاجتماعية على الأسرة و الأولاد".