قائمة الموقع

الأسيرتان حمادة وحشيمة.. "اعتقال الأمهات أكثر ألما"

2020-07-04T12:36:00+03:00
الأسيرة حمادة
الرسالة نت - رشا فرحات

للأسيرة فدوى حمادة خمسة من الأطفال، لم تشاهدهم منذ أزمة الكورونا، محكومة بالسجن لعشرة أعوام، مر منها خمسة ثقال، على أم عرفت معنى المعتقل ووحدته والبعد عن أطفالها، ثم زادت وجعها وقهرها أزمة كورونا التي منعت حتى الزيارة.

ولأن للضرورة أحكاما، استسلمت الأسيرة التي تقبع في السجن منذ عام 2017 للسنوات الطوال، وكغيرها من الأسرى المقدسيين اعتقلت من باب العامود للتهمة ذاتها، الجاهزة والمفصلة على مقاس أهل القدس" التخطيط لعملية طعن".

عملية طعن وهمية تدفع لأجلها أسيرة وأم عشرة أعوام من ربيع العمر وأكثر من ثلاثين ألف شيكل غرامة مالية. هم كبير على هم أكبر يتقن الاحتلال صناعته للأسرى وذويهم.

وليست الأسيرة حمادة وحدها هي بطلة هذه القصة، بل تشاركها أسيرة أخرى وهي جيهان حشيمة التي اعتقلها الاحتلال في الثلاثين من كانون اول لعام 2016 بعد اصابتها على حاجز قلندية بالتهمة المفصلة ذاتها.

وبعد أن أصيبت بثلاث رصاصات في قدمها اليسرى تركت تنزف على الحاجز لساعات طوال ما جعل حالتها تتأزم بعد اعتقالها وتتعرض لتراجع صحي كبير جراء الإهمال الطبي في سجون الاحتلال، بالإضافة الى اصابتها بارتفاع في الكوليسترول ومشاكل كبيرة في الغدة.

وتجتمع الاسيرتان في زنزانة واحدة، وقبل أيام تسحبان إلى العزل ذاته!!

وقد لا يعلم الكثيرون أن الأسيرتين فدوى وجيهان من قرية صور باهر جنوبي القدس معزولتان في هذه اللحظة، وممنوعتان من مقابلة المحامي الخاص، وحتى من تلقي العلاجات اللازمة لهما فقط لأنهما تصدتا لسجانة (إسرائيلية) انهالت بالإهانات والضرب على زميلة لهما بالسجن، فلم تستطيعا تقبل الموقف ولا الإهانة.

يشار إلى أن الأسيرة حمادة متزوجة ولديها خمسة من الأطفال، أكبرهم يبلغ من العمر 10 سنوات وأصغرهم 3 سنوات ونصف، وتنقلت بين عدة من سجون الاحتلال، وكانت تقبع في سجن "الدامون" قبل نقلها الى العزل في "الرملة".

أما جيهان فهي أم لثلاثة أطفال "مرح، ورضا، وكرم"، ويحاول والدهم كما يقول سد الفراغ الذي تركه اعتقال أمهم والذي لا يمكن أن يسد بأي أحد خاصة أن الطفلة مرح من ذوي الإعاقة وتحتاج إلى رعاية خاصة.

يُشار إلى أن الاحتلال يحتجز في سجونه 43 أسيرةً فلسطينية، بينهن 17 أُماً محرومات من أطفالهن وعائلاتهن.

وها نحن على مشارف العيد، والعالم يتفرج ويناقش أخبارا يختلط فيها المرض بالتوقف الاقتصادي حول العالم وهو لا يعلم أن حياة عائلتين قد توقفت وبأن العيد يقترب، وبأن أطفال الأسيرة جيهان حشيمة ينتظرون كل يوم على شرفة البيت عودة أمهم التي لا يعلمون لماذا طال غيابها، بينما يناجي أطفال فدوى حمادة ربهم بأن يرسل إليهم معجزة من السماء تعيد أمهم الى أحضانهم.

اخبار ذات صلة