"الكورونا في الخليل خرجت عن السيطرة"، بهذه العبارة بدأت وزيرة الصحة في حكومة اشتية، مي كيلة حديثها عن الارتفاع المضطرد في حالات الوفاة والاصابات بفيروس كورونا في محافظة الخليل جنوب الضفة المحتلة.
ورغم أن عدد الحالات المكتشفة تزيد عن 150 حالة يوميا، إلا أن حكومة رام الله لا تزال تدرس كيفية الوقوف أمام الأزمة وتقديم المساعدة لأهل الخليل، في وقت تكشف فيه تقارير من مستشفيات الخليل بأن الأعداد أضعاف ما تم اكتشافه والاعلان عنه.
وحتى مساء السبت، وصلت حصيلة كورونا في فلسطين 4013، منها 16 وفاة، و613 حالة شفاء، في حين بلغت حصة محافظة الخليل وحدها من الإصابات 2576، منها 9 وفيات، و89 حالة شفاء.
مناشدات وتقصير
بدوره، وصف محمود ازريقات، رئيس بلدية تفوح غربي الخليل، الوضع الصحي بالخطير جدا، "ويحتاج لتحرك عاجل للخروج من المأزق، وحتى لا نفقد السيطرة تماما على الوضع".
وقال ازريقات في حديث لـ "الرسالة نت": "نحاول جاهدين القيام بمهامنا ولكن نحتاج لإسناد، ولدينا مشاكل بسبب قلة الإمكانيات، وهو ما يزيد من معاناة جائحة كورونا بشكل كبير.
وطالب الحكومة بزيادة عدد الكوادر الصحية وتوفير الأدوية، وإعلان حالة الطوارئ بالشكل المطلوب لمستوى الأزمة الكبير للخروج من الوضع الكارثي.
وناشد أمين سر حركة فتح في بلدة بني نعيم بالخليل فوزي زيدات، رئيس السلطة محمود عباس بمتابعة محافظتهم الموبوءة التي سجلت نحو 240 إصابة جديدة بكورونا.
وقال زيدات إن المسؤولين لم يقدموا للمحافظة شيئا على الصعيدين الطبي والأمني، "ولم يتصل بنا أحد منهم للسؤال عن حالنا في ظل تفشي الوباء"، وهو ما يزيد علامات الاستفهام عن دور السلطة في محاربة فيروس كورونا.
وفي وقت تزداد فيه الاتهامات للحكومة في رام الله بالتقصير في محاربة انتشار فيروس كورونا، أعربت في بيان لها، عن قلقها من تزايد الإصابات بفيروس كورونا في محافظة الخليل، كاشفة عن إرسال وفد وزاري إلى المحافظة لبحث تلك الأزمة.
وقال رئيس حكومة رام الله محمد اشتية، إن "التزايد الحاصل في الإصابات المسجلة في الخليل، مقلق، ويتطلب تعاونا وتكاملا في الجهود ما بين جميع الأطراف الرسمية والشعبية".
من جهتها، أكدت وزيرة الصحة مي الكيلة، مساء السبت، أن محافظة الخليل أصبحت أكثر من نيويورك في نقل العدوى بفيروس كورونا.
وقالت الكيلة في تصريحات صحفية: "كل محافظة الخليل مصابة بالفيروس، والأمور خرجت عن السيطرة؛ لأن الإصابات منتشرة لأكثر من حلقة لمخالطين في محافظة الخليل".
وأوضحت أن كل فرد مصاب، يمكن أن يعدي ثلاثة آخرين، "وهذه مؤشرات سيئة كثيرا بالنسبة لانتشار الفيروس".
ولفتت إلى أنه في حال أصبحت الإصابات عبارة عن حلقات لمخالطين، فإن الوباء يصبح مجتمعيا، "لذلك دعوْنا المواطنين للحجر المنزلي لكل من خالط أي مصاب، والإجراءات على قدم وساق لمعرفة المصاب من غير المصاب، وإذا كانت ظهرت على المصابين بعض الأعراض يتم نقلهم لمستشفى دورا".
وكانت نقابة الأطباء في الخليل أوصت، الأحد، بإغلاق المدينة 14 يوما قابلة للتجديد، وإعلانها منطقة موبوءة صحيا، وتكثيف كل الجهود الحكومية لتوفير ما يلزم للمواطنين.
وأطلق نشطاء وسم #أنقذوا_الخليل، على مواقع التواصل الاجتماعي، لمطالبة وزارة الصحة بتزويد مدينة الخليل بطواقم صحية ومشفى مؤهل لاستقبال الإصابات بفيروس كورونا، في وقت اشتكى مواطنون من الخليل من تأخر الطواقم الطبية لأخذ العينات للأفراد المخالطين، وعدم إبلاغ المصابين بإصابتهم.