مع زيادة تفشي وباء كورونا وضربه بقوة المجتمع "الإسرائيلي"، تحولت "إسرائيل" في نظر الكثيرين في العالم إلى عبرة يجب الاستفادة من الخطأ الذي وقعت فيه لتجنبه.
وذكر موقع "تايمز أوف إسرائيل"، في تقرير له، أنه "بعد الإشادة عالميا في استجابتها لفيروس كورونا، برزت إسرائيل الآن في تعاملها مع الوباء في العالم باعتبارها عبرة لكيفية عدم إعادة فتح النشاط الاقتصادي بسرعة كبيرة، في الوقت الذي تجتاح فيه إسرائيل الموجة الثانية من الإصابات، وهي أسوأ من الأولى".
وأضاف: "في حين أن العديد من الدول نظرت إلى إغلاق إسرائيل المبكر للحدود والتسوية الأولية للمنحنى كنموذج، ركزت تقارير عالمية مؤخرا على الدولة اليهودية، متسائلة عن الخطأ الذي حدث، وكيف يمكن تجنبه في بلدان أخرى".
وكتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "تباهى بأن إسرائيل هي نموذج نجاح للعديد من البلدان، والكثير من القادة يتصلون بنا لمعرفة كيفية التصرف، والآن تعاني إسرائيل من تدهور كبير".
كما حذر مراسل "سكاي نيوز" مارك ستون، بريطانيا، وقال: "إسرائيل تعيش تداعيات محاولة العودة إلى الحياة الطبيعية"، معتبرا أن "إعادة فتح إسرائيل للنشاط الاقتصادي، تقدم دروسا مفيدة، حول كيف يمكن للأمور أن تسوء مع تخفيف القيود".
وأضاف: "في الوقت الذي تحاول فيها بريطانيا العودة ببطء إلى الحياة الطبيعية، عليها الحذر، فهي متأخرة بضعة أسابيع عن إسرائيل".
أما عالم الأوبئة الأمريكي إريك فيغل دينغ، الذي ركز على إعادة فتح "إسرائيل" السريع للمدارس، في تحذير واضح للسلطات الأمريكية لتوخي الحذر في اتخاذ خطوة مماثلة، كتب في تغريدة له: "جائحة إسرائيل اليوم، تنمو بوتيرة أسرع للفرد من الولايات المتحدة".
صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، رأت أن الموجة الثانية التي تضرب "إسرائيل"، "تبدو كأنها بداية تسونامي"، وكتب مراسل الصحيفة في القدس المحتلة، مارك هنري: "الأرقام مقلقة، مرحلة إعادة الفتح التدريجي في الأسابيع الأخيرة تحولت بسرعة إلى كارثة".
ونوه الموقع "الإسرائيلي" بأن "الأسابيع القليلة الماضية شهدت تراجعا إلى الوراء بالنسبة للعديد من المكاسب التي تحققت في المعركة ضد الفيروس التاجي في الأشهر الأخيرة، حيث ارتفعت حالات الإصابة الجديدة اليومية بالفيروس، التي انخفضت إلى بضع عشرات خلال الجزء الأكبر من شهر مايو، إلى أكثر من ألف حالة في اليوم، ووصل عدد الحالات النشطة إلى أعلى مستوى له على الإطلاق لأكثر من 13 ألف حالة".
وأوضح أن "الزيادة الحالية في عدد الإصابات في إسرائيل تعد من الأعلى في العالم"، وفقا لمخطط نشرته وزارة الصحة بعد ظهر يوم الاثنين.
وفي معرض انتقاده لتعامل حكومة نتنياهو مع الوباء، أكد الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين رفلين، أن "إسرائيل لم تضع بعد آلية متماسكة للتعامل مع الوباء"، مطالبا "الحكومة بتوحيد عمليات مكافحة الجائحة تحت هيئة مركزية تدير الأزمة وتجمَع المعلومات".
كما طلب رئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات، من الوزراء في حكومة نتنياهو "النظر في فرض قيود إضافية على الجمهور"، معربا عن خشيته ألا تكفي الخطوات التي اتخذت مؤخرا لتسطيح منحنى الوباء في "إسرائيل".
قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية، ذكرت أنه "في ظل تصاعد المنحنى الوبائي، دخل حيز التنفيذ صباح اليوم سلسلة قيود على نشاط الحافلات العامة، وتم إلزام المسافرين بارتداء الكمامة، والحفاظ على التباعد الاجتماعي".
وأضافت: "تقرر ألا تتجاوز نسبتهم في كل حافلة 50 بالمئة من سعتها الكاملة، وإلزام السائقين بفتح النوافذ وتشغيل مكيفات الهواء أثناء السفر، وبموجب هذه القيود، تنهي الحافلات العامة خدماتها الساعة العاشرة ليلا من كل يوم، وفي أيام الجمعة قبل دخول يوم السبت، على أن تستأنف من جديد مساء أيام السبت، ليستمر نشاطها بعد العاشرة من الليل".
وأكدت القناة استمرار ارتفاع عدد مرضى كورونا في إسرائيل، حيث قارب العدد على 15000، وتوصف حالة 113 منهم بالخطيرة، بينهم 39 يخضعون للتخدير والتنفس الاصطناعي، في حين بلغت حالات الوفاة 344، ونوه "تايمز أوف إسرائيل"، بأن عدد المصابين بلغ منذ بداية تفشي الوباء حتى مساء الثلاثاء، أكثر 32 ألف حالة.
وفي مؤشر واضح على القلق الإسرائيلي وعدم الرضا عن التعامل مع الوباء، أعلنت مديرة الصحة العامة في وزارة الصحة الإسرائيلي، بروفيسور سيغال سادتسكي، عن استقالتها في وقت سابق من يوم الثلاثاء، وأكدت أن "إسرائيل متجهة إلى مكان خطير".
عربي 21