بقلم: هبة الكحلوت
هنا حيث أنا
تقع قدماي
على نفق كبير
يبدأ من بيتي
لينتهي في المقبرة
هنا حيث أنا
لا شيء ممنوع
فكل شيء مباح
فالممنوع هنا
أن تقف صامتا
والمرغوب كل شي
دون السكون
واختر أنت باباً
هنا حيث أنا
كلما استهوتني مشاعري
اذهب لاعتمر حول جدار
مدينتي
والتمس البركة بالقفز
على الحواجز
هنا حيث أنا
رغيف الخبر في إجازة
وعقب السجائر يباع بالدولار
_ إن وجدتها_
والدواء خمس حفنات من تراب
اجمعها بيدك
وابتلعها
لكن حذار أن يتهموك
بسلب أرضك
ويقتلوك رميا بالرصاص
في معتقل منفي في تلك الجزيرة
هنا حيث أعيش أنا
السماء ملونة
بعشرة أطياف
فتجد لون منبعث من
صاروخ
و آخر إثر تفجير دبابة
ولا تسألني عن الباقي
هنا حيث أعيش أنا
أناس أخيار
ان حادثتهم
تشعر كأنك فوق السحاب
وان تبسموا
فاعلم أن الحرب
كانت سجال
وان صمتوا اعلم
أن الريح القادمة اعتذرت
هنا أعيش حيث
لا ارض
و لا سماء
تكاد تتحدث
وفي جوفك
ألف رصاصة
إن زرت ارضي مرة
ستجد نفسك
لا تبرحها
إلا بتذكار
بكفن معلق
أو بشهادة وفاة
هنا حيث أنا
الكلمات لها ألف معنى
وكل صباح
يقف التاريخ على شرفتي
ليقرأ على مسمعي
(بلادي, بلادي يا أرضي يا أرض الجدود)
هذه ترنيمة معروفة هنا
هنا حيث أنا أعيش
أحيي بلدتي في كل مساء
واقرأ على نفسي
فاتحة الكتاب
اخرج من بيتي
احمل وصيتي
وان عدت بسلام
أكتب وصية جديدة
ليوم آخر
هنا حيث أنا أعيش
سأناضل بسيف كلماتي
وبقلمي إلى الممات
وان سألتني من أنتي؟
وهل تودين أن تكوني غيرك ؟
فسأرد في توهج مطلق
أنا فلسطينية
وان لم أكن كذلك
وددت أن أكون فلسطينية