أصدرت محكمة للاحتلال في القدس، قبل عدة أيام قرارا يقضي بإغلاق مصلى باب الرحمة داخل المسجد الأقصى، إذ بعثت مديرية شرطة الاحتلال، الخميس الماضي، كتابا موجها إلى دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، لإبلاغها بقرار المحكمة.
وأصدرت المرجعيات الدينية والوطنية في القدس المحتلة، اليوم الإثنين، بيانا أكدت من خلالها أن مصلى باب الرحمة جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، الذي يخص للمسلمين وحدهم بقرار إلهي رباني غير قابل للنقاش ولا للتفاوض ولا للتنازل عن ذرة تراب منه.
وشددت المرجعيات في بيان مشترك أن المسجد الأقصى أسمى من أن يخضع لأي قرار صادر عن المحاكم على اختلاف درجاتها، أو أي قرار سياسي.
وأوضحت أن دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس لا تلجأ إلى المحاكم الاحتلالية لأنها ليست ذات صلاحية وليست ذات اختصاص بما يتعلق بالمسجد الأقصى.
وأضافت أن العرب والمسلمين لا يقرون ولا يعترفون بهذه القرارات الاحتلالية غير القانونية، وبالتالي لا يلتزمون بها، لأنها تتعارض مع حرية العبادة كما تتعارض مع القوانين والأعراف الدولية.
وحملت المرجعيات الدينية الحكومة الإسرائيلية اليمينية المسؤولية الكاملة عن أي مس بالمسجد الأقصى.
وأكدت المرجعيات في البيان أن المرابطين والمرابطات في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس هم المعمرون للأقصى، والمدافعون عنه، ولن تثنيهم الإبعادات التعسفية الظالمة عن المسجد.
تجدر الإشارة إلى أنه في شهر شباط/فبراير 2019، قامت دائرة الأوقاف والمرجعيات المقدسية بفتح مصلى باب الرحمة الذي كان مغلقا من قبل سلطات الاحتلال على مدار 16 عاما، وبعد فتحه قام الآلاف بتأدية الصلاة في باب الرحمة.
ووقع على البيان المشترك الهيئة الإسلامية العليا ومجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية ودار الإفتاء ودائرة قاضي القضاة بالقدس
وكانت سلطات الاحتلال أصدرت يوم الخميس الموافق 2/7/2020 كتابا موجها إلى دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس بشأن إصدار قرار من المحكمة الإسرائيلية الاحتلالية يقضي بإغلاق مصلى باب الرحمة.
وسبق أن حذر الشيخ عكرمة صبري خطيب الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس من خطورة الوضع في المسجد وخاصة في المنطقة الشرقية التي يقع فيها باب الرحمة.
وأوضح صبري أن الاحتلال كان يخطط لتحويل باب الرحمة إلى كنيس يهودي، لكن إعادة فتحه قطعت الطريق على ذلك، وهو ما دفع الاحتلال لإبعاده شخصيا عن الأقصى، مع عشرات المرابطين الذي أصروا على إبقاء مصلى باب الرحمة مفتوحا للمسلمين.
ونوه صبري إلى أن الاحتلال يرى أن الظروف مواتية له من أجل تنفيذ مخططاته التي تستهدف الأقصى، في ظل انشغال العالم العربي والإسلامي في الصراعات الدموية والخلافات، إضافة إلى التطبيع مع الاحتلال.
وتصاعدت في الأيام الأخيرة عمليات اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى وخاصة الجهة الشرقية منه المحيطة بمصلى باب الرحمة والذي يتعرض لانتهاكات متواصلة وعمليات تدنيس ومنع المواطنين من الصلاة فيه.