لم يعق أسيل الحاج أحمد فقدان البصر عن المثابرة والتميز طيلة دراستها، فدوما تحصد الدرجات العليا حتى كانت النتيجة النهائية التي كللت رحلتها المدرسية في الثانوية العامة 92.8% في القسم الأدبي.
المتفوقة "أسيل" تسكن مخيم جباليا ولديها الكثير من المواهب منها الصوت الجميل، ومع ذلك كانت توازي بين مواهبها ودراستها.
بقيت تتلقى تعليمها المدرسي مدة أحد عشر عاما في مدرسة النور للمكفوفين، وفي سنتها الأخيرة درست في مدرسة "شادية أبو غزالة" وهنا بدأت الصعوبات، والحديث لأسيل.
في البداية تصف لحظة تلقيها خبر نتيجتها بأنه "أحلى فرحة" رغم توقعها أن تحصد 95%، مبينة أن الساعات التي سبقت النتيجة كانت قلقة ولم تنم ليلتها، لكن بعد ذلك انتابتها فرحة كبيرة خاصة حين لامست الفرحة قلوب جميع محبيها.
مضت أيام على اعلان نتيجة الثانوية العامة، لكن أطباق الحلوى والزغاريد لاتزال عامرة في بيت "أسيل"، فهي لا تستطيع رؤيتهم بعيونها، لكن احتضانهم لها كان دليلا على محبتهم وصدق مشاعرهم.
تقول: "واجهت صعوبة كبيرة حين انتقلت إلى مدرسة عادية (..) في الفصل فكانت زميلاتي يكتبن ما تمليه المعلمة علينا وعند عودتي للبيت أكتبه فأهدر وقتا كان من المفترض أستغله في الدراسة".
وتابعت: ما أكتبه أحوله إلى كتابة بريل "الخاصة بالمكفوفين"، وبعدها أبدأ بمراجعة الدراسة وحفظها وفي حال كان هناك امتحان أسارع وأقدمه".
وعن تنظيمها للدراسة ذكرت "أسيل" أنه في شهري المراجعة بدأت تدرس من الساعة الخامسة صباحا وحتى المغرب وبين كل ساعتين تأخذ قسطا من الراحة.
وكان لافتا خلال استقبال المهنئين بنجاح "أسيل" فرحة والديها، فأبوها ورغم أنه يعاني من ضعف البصر، كان يمسك بيديها متباهيا بين الحضور طيلة الوقت، ويقول: "أعلنت حالة الطوارئ لتهيئة الجو المناسب لأسيل كي تركز (..) تميزت ابنتي في الثانوية العامة وأتوقع أن يكون مستقبلها كبيرا أيضا".
أما أمها التي كانت تزغرد طيلة الوقت وتحمل صواني الحلوى تقدمها للضيوف: "اعتدت على تفوق ابنتي (..) سأعد لها حفلة كبيرة احتفالا بتفوقها".
وأهدت أسيل تفوقها لكل من احتاجته ولم يخذلها، وأما عن تخصصها الجامعي فقالت: "موهبتي الكتابة لذا سأدرس اللغة العربية لأنمي قدراتي".