كشفت صحيفة هآرتس العبرية، الأربعاء، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي عين ضابطًا برتبة عميد من قوات الاحتياط، ليكون مسؤولاً عن ملف "التسوية - التهدئة" بين "حماس" و"إسرائيل"، وعن المساعدات الإنسانية التي تنقل لقطاع غزة.
وبحسب الصحيفة، فإن القانون ينص على أن مسؤولية تنفيذ سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه قطاع غزة تقع على عاتق وزارة الجيش، لكن القرار الذي اتخذه كوخافي فيه تجاوز للوزارة، ولكن القصد كان منه السماح للجيش بالتقدم تجاه "التسوية" وتقديم المساعدة لغزة من خلال إجراءات مواجهة فيروس كورونا، دون التعرض لانتقادات من عوائل الأسرى والقتلى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس.
ووفقًا للصحيفة، فإن الضابط المعين هو العميد آشر بن لولو الذي خدم كقائد للواء كفير العسكري في الجيش الإسرائيلي، وقد تم تعيينه بطلب من قائد المنطقة الجنوبية هيرتسي هليفي، الذي بدوره يرى أن ضباط لجنة "المنسق الحكومي" لا يعملون بشكل صحيح بشأن ما يتعلق بالتسوية مع حماس ونقل المساعدات الإنسانية، وفي كثير من الحالات لا ينقلون المعلومات ذات الصلة للقيادة الجنوبية.
وتشير الصحيفة إلى أن بن لولو الذي خرج من الجيش الإسرائيلي عام 2019، لا يتحدث العربية ولم يخدم أبدًا في منصب كهذا أو في مناصب يُطلب منه فيها العمل مع السكان الفلسطينيين أو المنظمات الدولية في قضايا مدنية، وكانت آخر وظيفة له في إدارة المنطقة الشمالية.
وتقول مصادر في وزارة الجيش الإسرائيلي، إنه لا يفهم كيف تتم الأمور في قطاع غزة، وعلى الرغم من وظيفته، فليس له تأثير على ما يتم هناك.
ووفقًا لمصادر، فإن تعيين بن لولو تم بالأساس لمساعدة الجيش في إدارة أزمة فيروس كورونا في مستوطنات غلاف قطاع غزة ثم منحت له المسؤولية لتولي نفس الملف بشأن مساعدة غزة، وتقرر أن يعمل تحت إشراف منسق العمليات الحكومية كميل أبو ركن الذي لم يكن يعرف بالقرار مسبقًا وفرض التعيين عليه.
وتشير ذات المصادر، إلى أن بن لولو لم يشارك حتى الآن في أي محادثات مع القطريين أو المصريين بشأن غزة، وذلك جزئيًا لأنه لا يتحدث العربية.
وقال مصدر أمني، إنه حضر اجتماعات أخرى والتقى مع نيكولاي ميلادينوف المبعوث الأممي للشرق الأوسط، عدة مرات، ولكن في إطار المحادثات الدورية ولم يكن هناك شيئًا ملموسًا.
ووفقًا للمصدر، فإن بن لولو لا يمكنه فعل أي شيء بدون العودة للجهات ذات الصلة مثل مجلس الأمن القومي، والشاباك.
فيما قال مصدر أمني آخر، إن بن لولو يأتي من حين لآخر إلى جلسات استماع تعقد في المنطقة الجنوبية، ولكن لا يوجد إجراء مهم ومعروف يبرر تعيينه، مستغربًا من عدم تعيين ميكي إدلشتاين الضابط الذي كان يقود فرقة غزة سابقًا وتقاعد مؤخرًا ويعرف الظروف المتعلقة بغزة ولديه خبر بذلك، ولكنه لم يجد منصبًا في قوات الاحتياط، بينما يتم تجلب ضابط آخر لا يملك أي معلومات عن غزة.
وتقول مصادر أخرى، إن بن لولو تم تعيينه لمساعدة القيادة الجنوبية والمنسق، على تنفيذ القضايا الإنسانية في غزة المرتبطة بالمياه والصرف الصحي والكهرباء والأدوية والمعدات، وما شابه ذلك، كما أنه يتواصل مع المنظمات الدولية لمساعدة قطاع غزة في مواجهة فيروس كورونا، كون تلك المنظمات مسؤولة عن نقل المعدات القادمة من تركيا والصين ودول الخليج، بالإضافة إلى أنه ينقل معلومات طبية هامة تتعلق بالتعامل مع الفيروس إلى الطاقم الطبي في غزة.
وقال متحدث عسكري باسم الجيش الإسرائيلي ردًا على التقرير، بأنه تم تعيين العديد من جنود الاحتياط في مهمات مختلفة وذلك للمساعدة في منع انتشار فيروس كورونا، كما أنه يتم تجنيد العديد منهم كمستشارين خارجيين لإدارة مشاريع تشغيلية محددة، وحسب الحاجة لذلك.
وبين أنه تم تعيين بن لولو من أجل تعزيز القضايا المدنية والإنسانية في قطاع غزة، مشيرًا لخبرته في التنسيق بين المنظمات الدولية والمدنية والأمنية.