غزة-محمد أبو قمر- الرسالة نت
عاد للجلوس خلف مقود السيارة بعدما حرقت الشمس رأسه وهو يدلل على سيارته في سوق غزة للسيارات دون أن يجد من يشتريها.
يقول أبو محمد و"كبود" سيارة "الماتيز" التي يمتلكها مفتوح " السوق واقف، أعرض سيارتي للبيع بسبعة آلاف دولار، بعدما تجاوز ثمنها الأحد عشر ألف دولار، بخسارة تتجاوز الخمسة آلاف دولار، لكن على ما يبدو أن الجميع ينتظر أن ينخفض ثمنها أكثر في المستقبل، ولا يحبذون الشراء في الوقت الحالي".
سيارتان فقط تفصل بين أبو محمد وأبو أمجد مالك سيارة شبيهة، ويعرضها للبيع بخمسة آلاف وخمسمائة دولار، لكنه قابل ذات النتيجة بامتناع التجار والمواطنين عن الشراء.
يتنحى تجار السيارات بعيدا عن ضوضاء السيارات وهم يرتشفون سيجاراتهم وأكواب الشاي يراقبون حركة السوق دون أن يقدموا على الشراء.
ويقول التاجر "أبو جابر" " دخول السيارات الجديدة من الجانب الإسرائيلي، أدى لخفض ثمن السيارات، لكن إقدام وزارة المواصلات على تحويل السيارات الملاكي التي تقل المواطنين لأجرة، زاد الطيب بلة، وهوى من أسعارها".
وعلى ذمة التاجر فان أسعار السيارات انخفض للنصف، وعاد لما كانت عليه قبل أزمة السيارات التي تزامنت مع منع الاحتلال إدخالها منذ منتصف 2007، ويتوقع أن تنخفض أكثر من ذلك.
ويشير أبو جابر إلى أن من يأتي لبيع سيارته يحاول بيعها بأقل خسارة ممكن، فكل يوم ينخفض سعر السيارات، وكلما انتظر من أراد الشراء أكثر، فانه سيحصل على سيارة بسعر أقل".
ويضرب التاجر مثلا أن سعر سيارة السوبارو القديم يتراوح ما بين ألفي إلى ألفي وخمسمائة دينار، في حين تجاوز الخمسة آلاف دينار في وقت سابق، بينما انخفض سعر سيارة السوبارو الحديث إلى ما بين أربعة آلاف إلى أربعة آلاف وخمسمائة دينار.
ويجمع التجار أن سيارات الماتيز الأكثر تأثرا بدخول السيارات، حيث بات سعرها يتراوح ما بين خمسة آلاف إلى ستة آلاف دولار.
وبحسب التاجر فان حركة السوق مشلولة، "نأكل ونشرب شاي وعصير، وبنتفرج" كما يقول.
ولاحظت "الرسالة نت" أن أصحاب السيارات يحاولون التقليل من جدية الحديث عن انخفاض أسعار السيارات وأن ما يدور مجرد إشاعات، لكن المقبلين على الشراء يؤكدون رواية انخفاض السيارات، مما يدخلهم في دوامة من الجدل على الأسعار.
ويعرض أحد المواطنين سيارة من نوع "سيات روندا" للبيع بألفي ومائتي دينار، لكن أحدا لم يقبل بذلك السعر، فيما كانت سيارة مشابهة قريبة يعرضها صاحبها بألف ومائتي دينار، حيث يقول " الكل يحاول التبخيس في ثمن السيارات، وخسارتنا تزداد يوما بعد يوم".
وفي سوق الدلالة استعان تاجر عبر مكبر للصوت للتدليل على سيارة من نوع "فيات" قديمة ومهترئة، ويعرضها للبيع بأربعمائة دينار فقط، لكن دون جدوى.
وما كان من أبو جهاد الذي يملك سيارة من نوع " رينو5" إلا العودة إلى منزله، بعدما لم يجد من يشتريها بالسعر الذي يعرضه "4500 دينار".
وكانت سعر تلك السيارات قد تجاوزت الستة آلاف دينار في وقت سابق.
ويفتح سوق السيارات أبوابه أمام المواطنين يومي السبت والثلاثاء ، ويقول أبو العبد "من يشتري سيارة السبت يخسر الثلاثاء، ومن يشتري الثلاثاء يخسر السبت، لذلك التجار يرهبون من الشراء".