قائد الطوفان قائد الطوفان

الاحتلال يهوّد أسوار المسجد الأقصى تحت ذريعة الترميم

اقتحام-الأقصى.jpg
اقتحام-الأقصى.jpg

الرسالة- محمد عطا الله    

لا تدخر سلطات الاحتلال الإسرائيلي جهدا أمام سرقة وتهويد المسجد الأقصى؛ طمعا في تنفيذ مخططاتها وإقامة هيكلها المزعوم، تحت ذرائع مختلفة كان آخرها ذريعة إعادة ترميم السور الغربي للمسجد.

ولم يكن هذا الأمر وليد اللحظة، وإنما يأتي استكمالا لتنفيذ مخطط قديم يستهدف تهويد السور، لا سيما وأنه في 23 يوليو/تموز 2018، سقط حجر من الجهة الجنوبية لسور المسجد الأقصى الغربي، مُنبها بسقوطه أن شيئا مريبا يحدث في تلك المنطقة.

 لكنه في الوقت ذاته أمسى ذريعة لبدء أعمال ترميم إسرائيلية أكثر ريبة، تهدد باختراق عميق للزاوية الجنوبية الغربية للأقصى.

وفي حينه، أصدرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بيانا قبل عامين قالت فيه إن معلومات خطيرة جدا وصلتها عن حفريات تجري أسفل القسم الشمالي من منطقة المتحف الإسلامي الواقعة في الجزء الغربي من المسجد الأقصى قرب باب الـمغاربة، مؤكدةً أنها استخدمت تسرب الماء لفحص وجود الحفريات وأن تسرب الماء بشكل سريع أكد ذلك.

واعتبرت الأوقاف أن هذه المعلومات "تدلل على نشاطات سرية وجهود لربط الأنفاق المتعددة أسفل محيط الـمسجد الأقصى، خاصة في منطقة القصور الأموية، وأن شرطة الاحتلال تقوم بالتصوير اليومي والمستمر لهذا المكان".

وحتى هذا الوقت فإن نحو ثماني سقالات ترميم حديدية تلتصق بالجزء الجنوبي من سور الأقصى الغربي منذ عامين على علو يقارب 20 مترا، تحت مستوى سطح أرض مسجد النساء (مكتبة الأقصى حاليا) والمتحف الإسلامي وتحديدا أسفل مكاتب موظفي المتحف، وتعلو السقالات أعلام سلطة الآثار الإسرائيلية.

 مشروع تهويدي

ويؤكد الخبير في شؤون مدينة القدس، الأكاديمي جمال عمرو، أن الحفريات مستمرة على قدم وساق منذ السنوات الماضية، بهدف إنشاء شبكة أنفاق تحت المسجد الأقصى؛ من أجل حماية الرواية الصهيونية المزيفة حول هيكلهم المزعوم.

ويوضح عمرو في حديثه لـ"الرسالة" أن الاحتلال يعمل بشكل متواصل على إنزال ملايين السياح لتلك الأنفاق التي يتم حفرها، لترويج روايتهم الصهيونية، ولتسهيل تحركهم تحت المسجد ووصولهم لكنيسهم اليهودي الذي افتتحوه مؤخرا.

ويضيف "هناك مصاعد يتم بناؤها ومحطة تسمى ترامب وشبكة الأنفاق كلها تصب اتجاه حائط البراق الشريف والمكان التاريخي في سلوان، وبالتالي نحن امام مشروع تهويدي واسع النطاق".

ويشدد عمرو على ضرورة التصدي لتلك المشاريع التهويدية التي تستهدف تغيير المعالم التاريخية في مدينة القدس وأسفل المسجد المبارك، لافتا إلى أن الحفريات باتت تزيد عن 57 حفرية أسفل الأقصى.

وأشار إلى أن الحفريات تتم من خلال إدخال معدات وآلات ضخمة تحت الأرض بحماية شرطة الاحتلال، مبينا أن التصدي لهذا الأمر يجب ان يكون بفضح ممارسات الاحتلال والعمل على التحشيد والتعبئة استعدادا لزوال الاحتلال.

تمرير مخطط

ويعتبر عضو لجنة الدفاع عن أراضي القدس صالح الشويكي، أن الحفريات التي يجريها الاحتلال تحت أسوار القدس وخاصة في سلوان والمنطقة الغربية وتحت مقبرة باب الرحمة هي جريمة بحق الإنسان بالدرجة الأولى.

ويؤكد الشويكي لـ"الرسالة" أن دوافع الاحتلال هي تمرير مخططه وهي تسعى لتنفيذ المترو الهوائي الذي يريدون ربطه من جبل الزيتون إلى جبل صهيون وإقامة محطات منها محطة قريبة من باب الاسباط والرحمة.

ويوضح أن جماعة بناء الهيكل الصهيونية تسعى من خلال حفرياتها إلى الدخول لباب الرحمة وتحويله لكنيس صهيوني وهي جريمة من جرائم الاحتلال التي يجب التصدي لها من الجميع.

ويشدد الشويكي على أن سلطة أوسلو أعطت الضوء الأخضر للاحتلال لتنفيذ ما يرغب به بعد توقيعها على اتفاقيات السلام التي تنص على أن قضية القدس تناقش آخر القضايا، وتركت للاحتلال حرية التصرف فيه.

ويلفت إلى أن الاحتلال لا يعترف بالسلم وإنما بالمقاومة التي توقف جميع مخططات الاحتلال والمقاومة الحقيقية ستدفع الاحتلال للتراجع أما استمرار الاستجداء وطلب المفاوضات يدفع للمزيد من تهويد القدس وتنفيذ المشاريع الاستيطانية.

البث المباشر