يشهد اليوم الأربعاء استعدادات الجماعات اليهودية المتطرفة لما تسميه ذكرى خراب المعبد أو أيام الحداد اليهودية والذي يتزامن هذا العام مع ذكرى يوم عرفة حيث ستحتفل تلك الجماعات بطريقتها المعتادة وهي اقتحام المسجد الأقصى!
وقد أعلنت (مدرسة جبل المعبد) التابعة لجماعات المعبد المتطرفة أنها ستعلن عن "مفاجآت" لأتباعها تخص اقتحام المسجد الأقصى، والتي تشمل برامج تهويدية مبتكرة تتخللها صلوات ودروس داخل الأقصى ابتداءً من الثاني والعشرين وحتى الثلاثين من هذا الشهر، وستكون أكبر الاقتحامات وأضخمها في يوم عرفة.
كما طالب عضو الكنيست عن حزب الليكود أرئيل كيلنر وزير الأمن الداخلي بالسماح للمستوطنين بأن يجهروا بتلاوة يسمى (إصحاحات شماي) التوراتية داخل الأقصى.
وهذه الطقوس الدينية المخترعة تتزامن مع جبهتين أخرى للهجوم الصهيوني يتعرض لها المسجد الأقصى أولها إعادة اغلاق مصلى باب الرحمة ومحاولة فتح المسجد الأقصى بشكل دائم يوم السبت وتخصيصه للصلوات اليهودية أو كعيد اسبوعي إسرائيلي مقابل يوم الجمعة.
وفي يوم الخميس الماضي أضاف جنود الاحتلال بالشراكة مع ما يسمى جماعات الهيكل المزعوم مسمارا آخر لهم عند باب المغاربة حيث نصبوا مجسما للهيكل المزعوم على باب الأقصى المبارك إضافة الى العريشة الدائمة التي نصبت قبلها بعامين فيما يسمى بعيد العرش وتحولت الآن الى استراحة دائمة للمستوطنين تتوسع تدريجيا وتقدم ضيافتها للمقتحمين المتطرفين يوميا.
وفي العام الماضي ووفقا للصحافة الإسرائيلية، اقتحم 1729 مستوطنا يهوديا المسجد الأقصى ثلاث مرات -أول أيام عيد الأضحى- تحت حماية قوات الاحتلال عقب صلاة الظهر، كما قمعت الشرطة الإسرائيلية المصلين داخل المسجد عقب صلاة العيد، مما أسفر عن عشرات الجرحى نتيجة استخدام قنابل الغاز والرصاص المطاطي.
وكان وزير الأمن الداخلي الصهيوني جلعاد أردان قد صرح في وقت سابق إنه "يجب تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى حتى يستطيع اليهود الصلاة بشكل فردي، أو جماعي، في مكان مفتوح أو مكان مغلق داخل الأقصى"
وقد قالها أردان بصراحة في لقاء تلفزيوني أن ما يقصده هو مصلى باب الرحمة وساحة الأقصى الشرقية من حوله.
الدكتور جمال عمرو المختص بقضايا القدس أكد أن اقتحام الجماعات اليهودية فيما يقولون إنه ذكرى خراب المعبد ليس جديدا وهذا ما يحدث كل عام.
ويرى عمرو أن كل ذلك تطبيق لمخططات إسرائيلية منذ أكثر من عشر سنوات، لافتا إلى أن الاحتلال يسعى منذ سنوات لتحويل باب الرحمة إلى مصلى يهودي.
وعلى هذا الأساس صودرت مقبرة باب الرحمة وبني مخفر شرطة فوق البوابة مباشرة، وبنيت عريشة وتمثال مصغر لما يسمى الهيكل عند باب المغاربة بحسب عمرو.
وما زالت الدعوات في ازدياد كل يوم، لاسيما فيما يخص مصلى باب الرحمة، وكل هذا تزامنا مع الدعوات والتلميحات الإسرائيلية لتدخل سعودي في إدارة شؤون الأقصى والضغط على الحكومة الأردنية بكافة الطرق حتى تتساهل وترفع يدها عن إدارة الأقصى، وهذا سر تزايد الهجمات في الأشهر الأخيرة حسب عمرو.
ويضيف: "لجأنا لكل المسؤولين والوزراء، وأخذنا كل الأدلة على ما تفعله (إسرائيل) من تهويد ممنهج وتقسيم للأقصى منذ سنوات ولكن لم يكترث أحد".
ويرى عمرو أن انشغال العالم وتحوله عن دعم القضية الفلسطينية والأقصى هو سبب آخر لترسيخ عمليات تهويد المدينة.
وهناك 25 منظمة يهودية تقود (إسرائيل) معتمدة على اقتحامات الأقصى بينما تتسابق الحكومات الإسرائيلية لإرضائهم في ظل صمت سياسي فلسطيني كما يقول عمرو.