قائد الطوفان قائد الطوفان

السرطان والحروق بدايتها

صدمات تعصف بعشرة العمر والعلاقة الزوجية

الرسالة نت - أمينة زيارة   

تعصف بحياة الإنسان مفاجآت وصدامات وأعاصير لم تكن في توقعاته، وتقلب حياته رأسا على عقب، وتحيل أيامه قرفاً وهماً، كالأمراض الخبيثة، وحوادث الطرق والحروق المفاجئة ومشاكل الحياة الزوجية وهمومها، فبعضهم يجد السند والعون له في هذه المحنة، والآخر لا حول له ولا قوة.

موقع "الرسالة نت" تناول تلك القضية وبحث في أسباب  توتر أو انتهاء عشرة العمر بين الأزواج.

تخلى وابتعد

"أم العبد" ربة منزل وأم لخمسة أبناء، تشوه وجهها وبعض أطرافها بسبب حريق شب في منزلها فتتحدث بحسرة: لم أتوقع يوماً أن يتخلي عني زوجي تحت أي ظرف، فقد تربينا في بيت واحد لأننا أبناء عم فعشت طفولتي واحلي أيامي معه.

وتضيف بدموعها الحارقة: زوجي لم يستوعب التشوهات التي أصابتني طويلاً حتى سارع إلى جلب زوجة ثانية وانتقل للعيش معها في بيت آخر حتى لا يراني، وتواصل: تحدثوا إليه أقاربنا لإعادته إلى رشده وصوابه خاصة أن بيننا أطفال، لكن جوابه كان: "أنا في عز شبابي ولا استطيع أن أكمل حياتي مع امرأة مشوهة"، ولكنني لن أطلقها وسأزور أبنائي وألبي طلباتهم وكأنني معهم في البيت.

أما الأربعينية "ن. م" متزوجة منذ 23 عاماً وأم لستة أبناء، مصابة بمرض خبيث أدي إلى بتر

أحد ثدييها بسبب الإهمال وعدم الكشف المبكر عن المرض ما أحدث تشوهاً في صدرها، وتقول بحزن شديد: في بداية مرضي وجدت عون وسند من زوجي لكن هذا الدعم لم يستمر، حتى سرعان ما بدأ يخبو دفئه، فكثرت طلباته وصار عصبي المزاج رغم أن ابنتي الكبيرة  كانت توفر جميع متطلباته، وتضيف : بعد فترة  وجيزة هرب إلى امرأة أخرى يجد لديها الحب والعاطفة التي حرم منه –حسب ادعائه- عندما كان يواجهه أفراد العائلة.

وتواصل قائلة: "عشت بين أبنائي قلقة ومشتتة، وهو تزوج بأخرى وأنجب منها وأنقطع عن زيارتنا فلا شيء يربطنا به إلا الهاتف، هذا الوضع جعلني أعيش في قهر وغيظ ليل نهار، مما تسبب بعودة المرض " سرطان الثدي" من جديد .

والرجال يعانون

وقد يعتقد البعض أن النساء فقط هن المعرضات للاضطهاد من قبل الأزواج،  لكن الرجال أيضاً عرضة لهذا الأمر فها هو "ع.ق" يعاني الظلم وتخلي الزوجة عنه وترك الأبناء، فيقول: كنت اعمل في مصنع نجارة داخل الأراضي المحتلة عام 48، وقدر الله أن تصيب الماكينة يدي بجرح خطير استلزم قطعها، ويضيف: زوجتي لم تقبل برجل مبتور اليد يحتاج لمساعدة في الأكل أو تغيير الملابس،  فتركت لي المنزل والصغار وأخذت ثيابها وعادت لبيت أسرتها وأصرت على الطلاق في المحكمة ونفذت لها ما أرادت.

ويتابع: معاناتي لم تتوقف عند هذا الحد، فأصرت عائلتي على تزويجي من أخرى لترعي البنات، لكن لم أجد من تقبل برجل مبتور اليد.

وفي هذا الصدد تقول الأخصائية النفسية عطاف العبسي : الحياة الزوجية بين الأزواج رباط مقدس وحثت آياته الكريمة على المودة والرحمة بين الأزواج، فإذا تعرضت الزوجة إلى عرض طارئ كالحروق واستئصال جزء من جسدها، على الزوج أن يكون مسانداً وداعماً لها وعادلاً في التعامل معها بحيث لا يظلمها ويهدم الأسرة والعكس صحيح.

وعن أسباب هروب الأزواج عند حدوث تلك الأزمات، فتقول: بعض الأزواج لا يطيقون استمرار الحياة الزوجية إذا عصفت بها الأزمات فيأخذون الأمر ذريعة لإعطاء أنفسهم الحق في الزواج من أخرى.

وتستدرك: بعض الزوجات تقصر في خدمة زوجها ورعاية أطفالها بعد مرورهما بأي أزمة، ولذا الزوج يفضل الهرب وتجربة حظه مرة أخرى.

الزوجات أكثر تحملاً

وتؤكد العبسي أن الزوجات أكثر تحملاً من الرجال عند حدوث الأزمة فهي تبقى تدعمه وتسانده ولا تسعى إلى الفرقة، لأنها تتعامل بعاطفتها قبل عقلها ، أما الرجال فنادراً ما نجد رجلاً تحمل ابتلاء زوجته. حسب قولها

وتتابع: هروب الزوج من البيت يحدث فراغاً كبيراً في الأسرة، مما يشعر الأبناء بالخوف الشديد والقلق الدائم الذي يؤثر على ديمومة الأسرة وترابطها ، لذا يجب على المبتلين بهذه الأزمات أن يتقبلوا هذا الأمر ويساندوا بعضهم البعض بحيث لا يتركوا ثغرة من شأنها تدخل الفرقة والانهيار لأسرتهم.

وفي نهاية حديثها دعت الأخصائية النفسية إلى ضرورة التحلي بالصبر والاحتساب عند الابتلاء ، والإيمان بقدر الله ، فالفائز هو من يصبر ويحتسب أمره لله  لذا  فلابد من الحفاظ على الحياة الزوجية، وأن تكون هناك مودة ومحبة وألفة بين الزوجين مهما ظهر من أمور تنغص حياتهما الزوجية".

 

البث المباشر