تصاعدت حدة التصريحات المتبادلة بين تركيا وفرنسا على خلفية الأزمة الليبية، بينما أعلنت روسيا اتفاقها مع تركيا على ضرورة مواصلة تبادل الآراء بشأن تطبيع الوضع ووقف الأعمال القتالية في ليبيا.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن على أوروبا التحرك إزاء ما تقوم به أنقرة وموسكو من إجراءات في جنوب المتوسط وشرقه، بينما اعتبرت تركيا أن ماكرون يواصل انتهاج نفس الأخطاء في تعاطيه مع الأزمة الليبية.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي إن تصريحات الرئيس الفرنسي التي هاجم فيها أنشطة تركيا في البحر الأبيض المتوسط وطالب خلالها الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات عليها، ليس لها أي قيمة بالنسبة لأنقرة.
وأضاف المسؤول التركي أن استعمال لغة التهديد مع تركيا لا يدخل ضمن صلاحية أي أحد، ولن تكون له أي نتيجة.
وأكد المسؤول التركي أنه ينتظر من فرنسا أن تكون قادرة على التمييز بين الحكومة الشرعية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي في إطار قرارات الأمم المتحدة، والمعتدي الذي استولى على العاصمة الليبية لأكثر من عام ويحاول الإطاحة بالحكومة الشرعية.
الموقف الأوربي
وبالتوازي مع السجال التركي الفرنسي، شدد الاتحاد الأوروبي على ضرورة التوصل إلى تهدئة تتيح استئناف تصدير النفط.
وقال مسؤول الأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل، بعد محادثات مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، إن وقف التصعيد حول سرت الجفرة والاتفاق على وقف إطلاق النار واستئناف إنتاج النفط على وجه السرعة، من الأولويات المشتركة.
وأعلن بوريل أيضا أنه أجرى محادثات هاتفية مماثلة مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اتفق خلالها الجانبان على العمل سويا من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار في ليبيا، في إطار عملية برلين.
وأضاف بوريل أنه اتفق مع وزير الخارجية التركي على ضرورة تهدئة التوتر في شرق المتوسط قبل الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المقرر في برلين أواخر أغسطس/آب المقبل.
من جانبها، قالت الأمينة العامة لقسم العمل الخارجي بالاتحاد الأوروبي هيلغا شميدت -في تغريدة- إنه من المهم إعطاءُ الأولوية لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار واستئناف إنتاج النفط في ليبيا.
تنسيق تركي روسي
وضمن الحراك السياسي والدبلوماسي المتعلق بالأزمة الليبية؛ قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي مولود جاويش أوغلو اتفقا -في اتصال هاتفي- على ضرورة مواصلة تبادل الآراء حول تطبيع الوضع ووقف الأعمال القتالية في ليبيا.
كما أكد الوزيران على أهمية مواصلة التنسيق بهدف إقامة حوار بين الليبيين بمشاركة الأمم المتحدة.
وأضاف البيان أن لافروف وجاويش أوغلو بحثا أيضا التصعيد الأخير بين أرمينيا وأذربيجان، وملف العلاقات الثنائية.
سفير واشنطن يتباحث مع صالح
وعلى صعيد آخر، ذكرت السفارة الأميركية في ليبيا أن السفير ريتشارد نورلاند بحث مع رئيس مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق عقيلة صالح، دعم سيادة ليبيا وتمكين المؤسسة الوطنية للنفط من استئناف عملياتها.
وأضافت السفارة -على حسابها في تويتر- أن الجانبين ناقشا خلال اتصال هاتفي التوصل إلى حل سلمي تفاوضي للصراع الليبي، يبدأ بتهدئة الوضع حول سرت والجفرة.
وأكد السفير نورلاند أن الولايات المتحدة ترفض كل أنواع التدخلات العسكرية الأجنبية في ليبيا، وتدعم بشكل كامل الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة.
اجتماع لمجلس الأمن
وتأتي هذه التطورات قبيل اجتماع لمجلس الأمن نهاية الشهر الجاري، ينتظرُ أن يستجوب الدول المتورطة في انتهاك حظر السلاح وتهريب النفط.
وقال مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة طاهر السني إن مجلس الأمن استجاب لطلب ليبيا عقد جلسة استماع خاصة للجنة العقوبات وفريق الخبراء.
وأضاف المندوب الليبي في تغريدة أن الجلسة ستعقد نهاية الشهر الجاري بحضور الدول التي ورد اسمها في التقارير الأممية، والمتورطة في انتهاك حظر السلاح ومحاولات تهريب النفط وغيرها من الخروق لقرارات مجلس الأمن.
المصدر : الجزيرة + وكالات